Page 183 - 2015-37
P. 183
الخاتمة
كان قد ظهر من الدراسة أن فكرة ااتحاد كانت نابعة من الزعيمين كوامي نكروما
وأحمد سيكو توري .وقد وضح أي ًضا كيف أن انطاق هذه الفكرة أدى إلى اارتباك
الكامل للحكومة البريطانية وغيرها من الحكومات ااستعمارية ،وكيف قامت الحكومة
البريطانية بعمل كافة السبل لمنع تحويل هذه الفكرة إلى حقيقة واقعة .وأي ًضا كيف تعاملت
بريطانيا بعنصرية واضحة مع هذا الملف؛ وذلك عندما فكرت في مصلحتها الخاصة
على حساب الشعوب اأفريقية ،فقد تخوفت من انضمام دول أخرى ليس لها خلفية
تاريخية معها إلى الكومنولث ،وأي ًضا تخوفت من اإحراج مع صديقتها فرنسا إذا ما تم
ااتحاد بين غانا وغينيا ،ولذلك ظنت بريطانيا بأن موافقة الملكة البريطانية أثناء زيارتها
إلى غانا في أكتوبر 1959على تحول غانا للنظام الجمهوري سيؤدي إلى نبذ نكروما
لفكرة ااتحاد ،وأي ًضا ظنت أن إقناع فرنسا بالتعاون مع غينيا سيجعلها ترجع عن فكرة
ااتحاد مع غانا .وقد عملت على فكرة التحذير أو التهديد المباشر للقيادة الغانية كما رأينا.
وفي النهاية حققت غانا نجا ًحا باه ًرا من خال ما صدرته للحكومة البريطانية من
قلق؛ وذلك عن طريق تسريب أن غانا تفكر في إدخال غينيا إلى الكومنولث؛ وبذلك
تشعر بريطانيا باإحراج من صديقتها فرنسا ،وأي ًضا تسريب أن غينيا سيتم استيعابها في
غانا ،كل ذلك حقق اارتباك داخل الحكومة البريطانية؛ التي دخلت في مناقشات عديدة.
كل ذلك أفضى إلى أن وافقت الحكومة البريطانية على تحول غانا إلى النظام الجمهوري
بعد مارس ،1960وذلك بعد مجموعة من البروتوكوات أهمها زيارة ملكة بريطانيا
إلى غانا في أكتوبر 1959؛ مما يعني موافقتها على انفصال غانا عن النظام الملكي
البريطاني وتحولها إلى النظام الجمهوري داخل الكومنولث أي ًضا .وبذلك وجدنا مواجهة
بين النظام ااستعماري البريطاني وبين الدكتور نكروما رئيس وزراء غانا ،نجح فيها
الدكتور نكروما وهزمت فيها السلطات البريطانية ،وشعرت الحكومة البريطانية أن
هيبتها الدولية قد نقصت جراء ما فعله الدكتور نكروما من تحقيقه للنظام الجمهوري
لباده غانا ،وأي ًضا بدخوله في اتحاد مع دولة غينيا ،وإقامته العاقات مع الدول التي
عملت على تحدي بريطانيا مثل الجمهورية العربية المتحدة ،وبذلك أظهرت القيادة
الغانية أنها مستقلة في اتخاذها القرارات بعي ًدا عن دائرة النفوذ البريطاني ااستعماري.
- 178 -