Page 95 - 2016 - Vol. 40
P. 95
ﻏﲑﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وإن أﺗﺎﻫﺎ ﱂ ﻳﻄﻠﻊ ﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺣﺪا ،وﺳﱰﻩ ﰲ اﻵﺧﺮة ﺑﺎﳌﻐﻔﺮة ﻟﺬﻧﻮﺑﻪ وﻋﺪم
إﻇﻬﺎر ﻗﺒﺎﺋﺤﻪ وﻏﲑ ذﻟﻚ ...
وﻗﺎل اﻷﺣﻮذي) :ﻣﻦ ﺳﱰ ﻣﺴﻠﻤﺎ( أي ﺑﺪﻧﻪ أو ﻋﻴﺒﻪ ﺑﻌﺪم اﻟﻐﻴﺒﺔ ﻟﻪ واﻟﺬب ﻋﻦ
ﻣﻌﺎﺋﺒﻪ)...ﺳﱰﻩ ﷲ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة( أي ﱂ ﻳﻔﻀﺤﻪ ﺑﺈﻇﻬﺎر ﻋﻴﻮﺑﻪ وذﻧﻮﺑﻪ وﷲ ﰲ ﻋﻮن
اﻟﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﺒﺪ ﰲ ﻋﻮن أﺧﻴﻪ ). (١
ﻳﺒﲔ اﳊﺪﻳﺚ أن اﻟﺴﱰ ﻳﻜﻮن ﰲ اﻵﺧﺮة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳌﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺳﱰ ﻷﺧﻴﻪ
ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،واﻟﺜﻮاب ﻳﻜﻮن ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ أﻳ ًﻀﺎ ،ﻛﻤﺎ ﳛﺚ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ أﻻ ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻨﺎس
ﺑﺄﺧﻄﺎﺋﻬﻢ .
٢ـ ﻋﻦ أﰊ اﳍﻴﺜﻢ ﻗﺎل ﰒ ﺟﺎء ﻗﻮم إﱃ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻓﻘﺎﻟﻮا إن ﻟﻨﺎ ﺟﲑا� ﻳﺸﺮﺑﻮن
وﻳﻔﻌﻠﻮن أﻓﻨﺮﻓﻌﻬﻢ إﱃ اﻹﻣﺎم ﻗﺎل ﻻ ﲰﻌﺖ رﺳﻮل ﷲ ﻳﻘﻮل " :ﻣﻦ رأى ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ
ﻋﻮرة ﻓﺴﱰﻫﺎ ﻛﺎن ﻛﻤﻦ أﺣﻴﺎ ﻣﻮءودة ﻣﻦ ﻗﱪﻫﺎ " ) . (٢ﻳﺒﲔ اﳊﺪﻳﺚ أن اﻟﺴﱰ ُﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ
ﺣﺚ ﻋﻠﻴﻪ دﻳﻨﻨﺎ اﳊﻨﻴﻒ .
٣ـ ﻋﻦ ﻗﺘﺎدة ﻋﻦ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ ﳏﺮز أن رﺟﻼ ﺳﺄل ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻛﻴﻒ ﲰﻌﺖ رﺳﻮل
ﷲ ﻳﻘﻮل ﰲ اﻟﻨﺠﻮى ﻗﺎل ﻳﺪﻧﻮ أﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ رﺑﻪ ﺣﱴ ﻳﻀﻊ ﻛﻨﻔﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻘﻮل ﻋﻤﻠﺖ
ﻛﺬا وﻛﺬا ﻓﻴﻘﻮل ﻧﻌﻢ وﻳﻘﻮل ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺬا وﻛﺬا ﻓﻴﻘﻮل ﻧﻌﻢ ﻓﻴﻘﺮرﻩ ﰒ ﻳﻘﻮل إﱐ ﺳﱰت ﻋﻠﻴﻚ
ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄ� أﻏﻔﺮﻫﺎ ﻟﻚ اﻟﻴﻮم " ). (٣
ﻳﺒﲔ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﻣﺪى ﺳﱰ ﷲ ﻟﻌﺒﺎدﻩ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة .
) ( ١ﺳﺒﻞ اﻟﺴﻼم ، ١٦٩ /٤وﲢﻔﺔ اﻷﺣﻮذي ٥٧٤ /٤ـ ) ٥٧٥ﺑﺘﺼﺮف( .
) ( ٢اﻷدب اﳌﻔﺮد ) ٢٦٦ /١ح . (٧٥٨
) ( ٣ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري ) ٢٢٤٥ /٥ح ، (٥٧٢٢وﻣﺴﻨﺪ أﰊ ﻳﻌﻠﻲ ،أﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﳌﺜﲏ أﺑﻮ ﻳﻌﻠﻲ اﳌﻮﺻﻠﻲ
اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ )٣٠٧ﻫـ( ﲢﻘﻴﻖ ﺣﺴﲔ ﺳﻠﻴﻢ أﺳﺪ ) ١٢٣ /١٠ح (٥٧٥١دار اﳌﺄﻣﻮن ﻟﻠﱰاث ـ دﻣﺸﻖ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ
اﻷوﱃ ١٤٠٤ﻫـ ـ ١٩٨٤م .
- 91 -
