Page 481 - 2015-37
P. 481
يغلب على مناخ الكنغو الديمقراطية الطابع ااستوائي في الشرق والوسط ،والمناخ
المداري في الشمال والجنوب ،وتسقط بها اأمطار الوفيرة (علي ،)2010 ،وكلما ا ُتجه
إلى الشرقَ ،تناقص هطول اأمطار ودرجات الحرارة .وتشهد الكنغو الديمقراطية موسم
الجفاف الذي يدوم نحو أربعة أشهر ،وموسم اأمطار الذي يدوم نحو ثمانية أشهر (اأمم
المتحدة )2013 ،ذلك التنوع المناخي أدى إلى تنوع الحياة النباتية والحيوانية وتكون
المستنقعات ،كما هيأ بيئة خصبة تصلح إلى توطن اأوبئة واأمراض البيئية بها.
فالكنغو الديمقراطية يغطي حوالي ثلث مساحتها الغابات ،ويجري بها نهر
الكنغو المعروف محل ًيا بنهر «زائير» ،هذا إلى جانب وجود الكثير من المستنقعات
المائية بها ،وتغطي الغابات اأستوائية معظم الجزء الشمالي من الكنغو الديمقراطية
وا يعيش بها سوى أعداد قليلة من السكان – غالبيتهم من أقزام الكنغو -بسبب
قسوة الظروف المناخية بها ،وعدم وجود مساحات مكشوفة نتيجة كثافة اأشجار
والنباتات التي ا تسمح بمرور ونفاذ أشعة الشمس إا ناد ًرا (أحمد.)2013،
بلغت مساحة الغابات في الكنغو الديمقرطية عام 2011حوالي %67،9من
اجمالي المساحة الكلية ،بينما تبلغ مساحة اأراضي الزراعية %11،4من المساحة
الكلية )The World Bank، 2012( .
بالتالي فأن هذه المساحة الهائلة من الغابات ساعدت بدورها على تهيئة البيئة
المناسبة والصالحة لتكاثر بعض أنواع البعوض والحشرات الناقلة للمرض ،وهذا
أدى بدوره إلى انتشار المرض بصورة واضحة في مجتمع الدراسة.
تنعم الكنغو الديمقراطية بموارد ضخمة ومتنوعة ،ولكن نتيجة الحروب
المستمرة واأمراض المنتشرة بها تدهور النشاط ااقتصادي لفترة طويلة ولكنه
شهد تحسن ملحوظ بعد انسحاب القوات ااجنبية التي ساندت الصراع ضد موبوتو.
وفيما يتعلق بالثروة المعدنية نجد أن جمهورية الكنغو الديمقراطية تحظى
بتوافر العديد من المعادن مثل النحاس والمنجنيز والكوبالت والماس والقصدير،
ومعظم هذه الثروات ترتكز على حدودها السياسية مع الدول اأخرى ،وهذا ما
جعل الكنغو الديمقراطية تعاني من ااطماع ااستعمارية وااضطرابات الحدودية
المستمرة (علي.)2010 ،
- 477 -