Page 3 - 2014-36
P. 3

‫وتأتي الدوافع السياسية من وجهة نظر الباحث على رأس الدوافع التي دفعت عجلة‬
‫الحرب مرا ًرا وتكرا ًرا في السودان الغربي‪ ،‬نتيجة طموحات الملوك السودانيين‪،‬‬
‫فضلاً عن الظروف السياسية التي مرت بها الممالك السودانية‪ ،‬وفرضت عليها‬
‫الحرب أحيا ًنا‪ ،‬وسوف تتناول هذه الورقة البحثية الدوافع السياسية للحرب في‬

                                                             ‫العناصر التالية‪:‬‬

                       ‫أولاً ‪ -‬الحرب وتوسيع حدود الممالك السودانية وفرض هيبتها‪:‬‬
                         ‫‪ - 1‬الحرب وتوسيع حدود مملكة مالي وفرض هيبتها‪.‬‬

                        ‫‪ - 2‬الحرب وتوسيع حدود مملكة صنغي وفرض هيبتها‪.‬‬
         ‫ثان ًيا ‪ -‬الحرب وقمع الثورات والتصدي للطامعين والخارجين على نظام الحكم‪.‬‬

                       ‫ثال ًثا – الحرب والتخلص من بعض القبائل غير المرغوب فيها‪.‬‬

                ‫أولاً‪ -‬الحرب وتوسيع حدود الممالك السودانية وفرض هيبتها‪:‬‬
‫لم يكن الدفاع عن حدود الدولة الإسلامية أم ًرا مستحد ًثا‪ ،‬فلقد اهتمت الإدارة‬
‫العسكرية الإسلامية منذ عهد النبوة بحدود الدولة وأمرت بالرباط بها والقيام عليها؛‬
‫بهدف المرابطة في نحور العدو وحفظ ثغور الإسلام وصيانتها من دخول الأعداء‬

                                           ‫إلى بلاد المسلمين والتعدي عليها(‪.)4‬‬

‫بديهي أن تلعب الحرب دو ًرا مه ًما في فرض هيبة الممالك السودانية وإقرار‬
‫نفوذها‪ ،‬فلقد كانت الحرب سب ًبا في قيام الممالك الكبرى في المنطقة‪ ،‬ولذلك‬
‫أصاب المؤرخ والباحث الاجتماعي الأمريكي تشارلز تيللي ‪ Charles Tilly‬حينما‬
‫ذهب إلى أن “ الحرب تصنع الدولة‪ ،‬والدولة تصنع الحرب “‪ ،‬وهو نفس المعنى‬
‫الذي ذهب إليه جمبلوويز ‪ Gumplowiez‬بأن الأصل في قيام الدول هو اجتماع‬
‫الجماعات المنتصرة بالجماعات الخاضعة‪ ،‬وفيه تصبح الجماعات المنتصرة هي‬
‫الهيئة الحاكمة المتميزة‪ ،‬وأن الأصل في القانون أنه مجموعة القواعد التي تمليها‬

                   ‫الجماعة الحاكمة لتسيطر على الجماعة الخاضعة وتستغلها(‪.)5‬‬

                                  ‫‪- 26 -‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8