Page 3 - 2014-36
P. 3

‫مـقـــدمـــة ‪:‬‬

‫تعد التغيرات المناخية من أكبر التحديات التي تواجه الإنسان في الوقت‬
‫الحاضر‪ ،‬ذلك لأن حياة الإنسان وأنشطته تتغير بتغير الظروف المناخية التي‬
‫يعيش فيها‪ .‬ولأهمية هذا الموضوع تضاعفت الدراسات والندوات والمؤتمرات التي‬
‫تعني بالتغيرات المناخية في أقاليم العالم المختلفة‪ ،‬وقد أفادت دراسات عديدة بأن‬
‫الكرة الأرضية تشهد ارتفاعاً ملحوظاً ومستمراً في درجات الحرارة منذ منتصف‬
‫القرن التاسع عشر‪ .‬كما تتعرض الأمطار للتذبذب حيث تشهد الأرض موجات من‬
‫الفيضانات في بعض المناطق في حين تعرض مناطق أخرى لموجات من الجفاف‬
‫المتكرر وتعد الأراضي الجافة وشبه الجافة التى يقع إقليم الساحل ضمنها الأكثر‬
‫تأثراً بالتغير المناخي نتيجة لهشاشة مواردها الطبيعية‪.‬وإذا كان الأمن الغذائي هو‬
‫قدرة الدول على توفير احتياجات سكانها من الغذاء سواء بتحقيق الاكتفاء الذاتي‬
‫أو شراء مايلزم من الغذاء تحت كل الظروف‪ .‬فإن جميع دول إقليم الدراسة ليس‬
‫لديها القدرة على تحقيق الأمن الغذائي لسكانها نظراً لعدة عوامل أهمها الظروف‬
‫المناخية المتقلبة وغير الثابتة وحالات الجفاف المتكررة‪ ،‬والموارد المائية المحدودة‪،‬‬

             ‫بالإضافة إلى النمو السكاني المرتفع وتزايد أسعار الغذاء في العالم‪.‬‬

‫ويقع إقليم الساحل الأفريقي في المنطقة الواقعة بين دائرتى عرض ‪12‬و‪20‬‬
‫درجة شمالاً‪ .‬ويغطى كل أو جزء من ‪ 12‬دولة من ساحل الأطلسي غرباً إلى‬
‫ساحل البحر الأحمر شرقاً (‪ )Heinrigs, 2010‬وهذه الدول هى‪ :‬موريتانيا والسنغال‬
‫وغامبيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا وتشاد والسودان وإثيوبيا وإريتريا‬
‫وجيبوتي (شكل ‪ .)1‬وتتشابه بلدان الإقليم في الخصائص المناخية والغطاء النباتى‬
‫وحتى فى نمط الاقتصاد‪ .‬وتغطي منطقة الساحل الحشائش والأعشاب والأشجار‬
‫المتباعدة‪ .‬وتعتمد الصناعات المهيمنة على المنتجات الزراعية والرعوية‪ .‬وتعد‬
‫دول الإقليم عالية الحساسية للتغيرات المناخية وأقلها قدرة على المقاومة‪ ،‬ذلك لأنها‬
‫واقعة ضمن الأراضي الجافة وشبه الجافة الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية‬

                   ‫خاصة التغير فى خصائص الأمطار المتحكم فى إنتاج الغذاء‪.‬‬
                                  ‫‪- 402 -‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8