Page 129 - 2015-37
P. 129

‫‪ ،Vorster‬إلى إسرائيل تمخض عنها ما عرف بميثاق رابين‪-‬فورستر‪ ،‬والذى كان‬
‫عبارة عن اتفاقية شاملة عمادها التعاون ااقتصادى والعسكرى بين جنوب أفريقيا‬
‫وإسرائيل‪ .‬وبالتالى يحاول هذا البحث أن يرسم صورة للجانب الخاص بالتجارة‬

                                              ‫بينهما من خال المباحث التالية‪:‬‬

‫أواً‪ -‬أهمية العاقات ااقتصادية بين جنوب أفريقيا وإسرائيل‪:‬‬

‫تمتعت إسرائيل بإمكانات اقتصادية كانت تفتقر إليها جنوب أفريقيا‪ ،‬وبالمقابل‬
‫امتلكت جنوب أفريقيا ما كانت تحتاجه إسرائيل‪ ،‬وبالتالى كان التعاون بينهما ضرورة‬
‫ملحة نتيجة للحاجة المتبادلة بينهما‪ .‬ذلكم أن طبيعة ااقتصاد اإسرائيلى ش َكل داف ًعا‬
‫مه ًما للعاقة بينهما؛ إذ كان ااقتصاد اإسرائيلى يعانى من مشاكل وأزمات حادة‪،‬‬
‫وأولى المشاكل التى واجهها ااقتصاد اإسرائيلى أنه كان اقتصا ًدا صغير الحجم‬
‫وكان يفتقر إلى الموارد الطبيعية وكان ذا طبيعة استيطانية‪ .‬هذا فى نفس الوقت‬
‫الذى كانت فيه جنوب أفريقيا منج ًما للمعادن‪ ،‬إذ تعتبر المنتج اأول للذهب فى‬
‫العالم‪ ،‬والثانى بالنسبة للباتين والمنجنيز‪ ،‬وتحتل المركز الثالث فى إنتاج الماس‬
‫واليورانيوم‪ ،‬والمرتبة السادسة فى إنتاج النيكل‪ ،‬وهذه كلها معادن إستراتيجية مهمة‬

                                                    ‫كانت تحتاجها إسرائيل(‪.)1‬‬

‫وتأتى أهمية جنوب أفريقيا إسرائيل من وقوعها على طريق رأس الرجاء‬
‫الصالح‪ ،‬وهو الطريق البحرى الذى لعب دو ًرا تجار ًيا مه ًما منذ حوالى ما يزيد على‬

        ‫خمسة قرون‪ ،‬ولم تقل أهميته فى عهد قناة السويس وذلك لعدة اعتبارات‪:‬‬

‫عدم قدرة السفن وناقات البترول التى يزيد وزنها على ‪ 100‬ألف طن على‬         ‫	‬
‫عبور قناة السويس‪ ،‬رغم أن مصر عملت على تطوير القناة وتوسيعها‪،‬‬

                                  ‫باإضافة إلى ارتفاع أسعار عبور القناة‪.‬‬

‫قيام موانئ وأحواض جنوب أفريقيا بتقديم خدمات أفضل‪ ،‬خاصة فى مجال‬           ‫	‬
‫صيانة السفن والناقات‪ ،‬حيث لجأت حوالى ‪ 12‬ألف سفينة سنو ًيا إلى موانئ‬
‫جنوب أفريقيا‪ .‬وتزداد أهمية رأس الرجاء الصالح فى حالة إغاق قناة السويس‬

‫‪- 124 -‬‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134