Page 133 - 2015-37
P. 133
هذه الزيارة أن ُيقبل ااتحاد على منتجاتها ،كما كانت تأمل أن تزيد مشترياتها من
منتجات ااتحاد( .)11وبالتالى يبدو أن هذه المساعى التجارية قد بدأت مبك ًرا منذ
خمسينيات القرن العشرين وربما قبل ذلك ،أى منذ قيام إسرائيل.
وبالتالى يتضح لنا اتجاه نية إسرائيل إلى السعى لتدعيم عاقاتها التجارية
بصفة عامة مع اتحاد جنوب أفريقيا .وقد وعدت المفوضية المصرية بإرسال بيانات
مفصلة عن أعضاء الوفد والمؤسسات التى يمثلها فى ااتحاد(.)12
ويبدو أن اتحاد جنوب أفريقيا كذلك قد درج على إرسال ممثلين عن شركاته
ومؤسساته إلى إسرائيل ،فقد أرسلت وزارة المالية وااقتصاد المصرية كتا ًبا إلى
وزارة الخارجية طلبت فيه ااستئناس برأيها فى اقتراح إدراج أسماء منشآت اتحاد
جنوب أفريقيا التى أوفدت ممثليها إلى إسرائيل فى القائمة السوداء .وقد أخطرت
وزارة الخارجية وزارة المالية وااقتصاد بأسماء وفروع تلك المنشآت ،وبادرت
بالكتابة إلى المفوضية المصرية ببريتوريا لمعرفة ما إذا كانت هذه المنشآت تدخل
فى عاقات فعلية مع إسرائيل ،ونوع هذه العاقات ،ورأيها فى إدراج هذه المنشآت
ضمن القائمة السوداء من عدمه(.)13
ولم ُتبذل الجهود المركزة من أجل تدعيم العاقات التجارية بين البلدين
وإعطائها صفة رسمية إا بعد حرب سنة 1967فى الشرق اأوسط ،وربما كان
ذلك بسبب حالة البرود التى خ َيمت على العاقات بين الكيانين منذ مطلع الستينيات
من القرن الماضى ،وتجنب إرسال بعثات علنية من شأنها إثارة الدول اأفريقية
المستقلة التى كانت إسرائيل تحاول أن تخطب ودها فى تلك الفترة .وقد تم إرسال
وفد من وزارة التجارة والصناعة اإسرائيلية إلى جنوب أفريقيا ،حيث أمضى هناك
أربعة أشهر فى نهاية عام ،1967كما زار جنوب أفريقيا أيضا ممثلو المصالح
الصناعية وصناعة السفن اإسرائيلية بهدف ترويج التجارة(.)14
وفى هذا اإطار تم التوصل إلى اتفاق اقتصادى تم توقيعه فى 1967/6/18
نص على إقامة جسر جوى بين جنوب أفريقيا وإسرائيل ،وإنشاء مؤسسة مشتركة
هدفها تشجيع المبادات ااقتصادية ،وتوثيق العاقات الثقافية ،وتكليف وسائل
- 128 -