Page 162 - 2015-37
P. 162
أو ًا – إعان نكروما عن التحول للجمهورية
كانت بريطانيا عندما أعطت ااستقال لغانا في 6مارس 1957قد جعلت لها
وض ًعا سياس ًيا في إطار دول الكومنولث البريطاني ،فالذي يدير شؤون الباد في غانا
هي الحكومة الغانية الوطنية ،ولكن يوجد حاكم عام بريطاني في غانا يمثل أعلى
درجات السلم الدبلوماسي هناك ،وتكون وظيفته أن يكون نائ ًبا عن ملكة بريطانيا؛
والتي هي بالطبع ملكة غانا ،والواقع أن جميع مهام هذا الحاكم العام البريطاني
كانت شرفية بحيث يستقبل السفراء وأعضاء الوفود اأجنبية الذين يزورون غانا،
ويفتتح المشروعات ،ويوقع على جميع القرارات التي تصدرها الحكومة الغانية؛
وذلك من خال دستور ملكي يشمل مجموعة من دول الكومنولث تحكم بنفس هذا
النظام ،وهناك دول أخرى في الكومنولث أي ًضا لها نظامها الجمهوري مثل الهند
وباكستان واتحاد جنوب أفريقيا؛ والواقع أن الغانيين قد رضوا بهذا النظام كخطوة
على طريق إعان نظام سياسي دولي يعطي كل الصاحيات لهم فقط أن يديروا
شؤون دولتهم .ولكن منذ إعان ااستقال كان واض ًحا أن هذا النظام مقي ًدا للحكومة
الغانية ،وأصبح مفهو ًما أن هناك مواجهة مرتقبة بين الحكومة الوطنية في غانا
وحكومة لندن حول نظام الحكم الغاني ،وذلك لرغبة الحكومة الغانية في تحقيق
ااستقال الكامل سياس ًيا واقتصاد ًيا.
كان أول إعان لهذا الموضوع قد ظهر في ختام زيارة رئيس الوزراء الغاني
للقاهرة في 23يونيو 1958؛ عندما عقد مؤتم ًرا صحف ًيا ،وفي هذا المؤتمر أعلن
أن غانا ستصبح جمهورية في خال عامين ،وأنها ستلجأ في دستورها الجديد إلى
اقتباس الكثير من المواد التي يتضمنها الدستور المؤقت للجمهورية العربية المتحدة،
والواقع أن كل الدوائر العالمية قد اهتمت بهذا التصريح ،ومن الواضح أن الصحافة
العالمية قد نشرته ،وعند عودة الدكتور نكروما إلى أكرا وفي المؤتمر الصحفي
الذي عقده بمناسبة عودته من زيارة الدول اأفريقية المستقلة في 28يونيو 1958
سأله أحد الصحفيين عن التصريح الذي أدلى به في القاهرة بشأن رغبة غانا في
إقامة جمهورية عن قريب ،فأجاب نكروما قائ ًا “ حكومتنا في غانا حكومة برلمانية
- 157 -