Page 163 - 2015-37
P. 163
ديمقراطية ،وإذا أقمنا الجمهورية فإننا سنفعل ذلك بالطرق الدستورية” وتساءل
الدكتور نكروما لماذا أثير كل هذا اللغط حول هذا الموضوع – إن شعب غانا هو
الذي سيقرر ،ومهما يكن من أمر فستبقى غانا ضمن دول الكومنولث.
وقد شرح بعد ذلك الدكتور نكروما اأسباب التي من أجلها تفضل غانا النظام
الجمهوري فقال” أن بريطانيا وصلت اأن إلى نظامها الملكي بعد قرون عديدة،
وقد أيقن البريطانيون أن هذا النظام يتجاوب مع احتياجاتهم ،أما نحن في أفريقيا
فتفكيرنا يختلف عن التفكير البريطاني؛ إن الشعب هنا هو الذي يقرر ما يحتاج
إليه ،فديمقراطية غانا هي ديمقراطية شعبية ويجب علينا أن نشرع في البناء من
اأساس” وكان الدكتور نكروما يعتقد أن الجمهورية تعبر بصراحة عن سياسة غانا
الحرة ،وعن النضال من أجل ااستقال ،كما أكد أن نظام رؤساء القبائل يطابق
إلى حد بعيد النظام الجمهوري .وقد قال في نفس المؤتمر السيد كوفي باكو Baako
وزير ااستعامات معل ًقا على حديث الدكتور نكروما مايلي “ إن الشعوب اأفريقية
تستطيع أن تفهم أن با ًدا كأستراليا ونيوزياندا وكندا يقبلون بترحاب ملكة انجلترا
لتكون ملكتهم ،وذلك أن شعوب تلك الدول يرتبطون بالشعب البريطاني بصات
عائلية ،ولكن ليس لأفريقيين ارتباطات مماثلة”( .)1وقد وضح من هذا التصريح في
هذا التوقيت بأن الفكرة قد ولدت من خال اجتماعات الدكتور نكروما مع الرئيس
المصري جمال عبد الناصر في القاهرة.
عند هذه الزيارة توقفت الصحافة العالمية أمام هذا التصريح ،وبدأت في نشر
سيناريوهات مختلفة للتغيير الدستوري في غانا ،وقد زادت حدة تلميحات الصحف
العالمية عقب زيارة الوفد الغيني في شهر أكتوبر 1958؛ وخاصة بعدما بدأ الحديث
عن شكل من أشكال اارتباط الوثيق بين غانا وغينيا ،وبدأت التفسيرات المختلفة
في كيفية اتحاد غانا وهي دولة تتبع الدستور الملكي للكومنولث ،وتحكم بواسطة
حاكم عام بريطاني نائ ًبا عن ملكة غانا وهي ملكة بريطانيا ،مع دولة غينيا وهي
جمهورية مستقلة تما ًما عن أي تجمعات أو منظمات .وفي ظل هذه التلميحات
والتفسيرات الصحفية المختلفة وجدت الحكومة الغانية أن تحسم هذه القضية؛ فأرسل
- 158 -