Page 192 - 2015-37
P. 192
مصدر للعمالة وهي قطاع إنتاجي يلعب دوراً مهماً في زيادة الدخل القومي لدول
إقليم شرقى أفريقيا ،وهى بمثابة قوة دافعة اقتصاديات هذه الدول الفقيرة والمثقلة
بالديون والتى تعتمد فى اأغلب اأعم على قطاع واحد وهو الزراعة .وتعانى
دول اإقليم من الفقر وانخفاض دخل الفرد واأمية وتفشى اأمراض وغيرها من
المشكات التى تجعل من السياحة مخرجاً للرواج ااقتصادى ،خاصة وأن قطاع
السياحة ايحتاج إلى رأس مال ضخم.
ويشكل المناخ المتنوع فى إقليم شرقى أفريقيا ميزة أساسية لقطاع السياحة
حيث إنه مناخ مدارى معتدل الحرارة نظراً ارتفاع اإقليم عن مستوى سطح
البحر ،فالمناخ هنا مورد إيجابى للنشاط السياحى ويعد بكافة عناصره من أهم
العوامل الطبيعية المؤثرة على راحة اإنسان الجسدية والنفسية وعلى نشاطه وتوجه
حركته ،فالمناخ بذاته عنصر هام من عناصر الجذب السياحي فبعض عناصر المناخ
تشكل عنصر جذب سياحي في تحديد أوقات الراحة الجسدية والنفسية لإنسان
بمعنى آخر يسهم المناخ بشكل مباشر في تحديد اأماكن واأقاليم السياحية المائمة
لفترات معينة من السنة (الزوكة ،1992 ،ص .)126وتشير اإحصاءات أن أكثر
من 5مليون سائح يزورون دول ااقليم ،إذ تسهم السياحة وحدها بنحو 4.5مليار
دوار طبقاً لتقديرات .)EACS, 2012, p. 48( 2012ويمثل المناخ أهم المقومات
الطبيعية التي تعتمد عليها صناعة السياحة فى أية دولة أو إقليم .كما أن المناخ عامل
محدد إمكانية ااستفادة من المصادر السياحية الطبيعية والتاريخية وااجتماعية
اأخرى (رشيد ،2012 ،ص .)1ويعد قطاع السياحة من القطاعات ذات الحساسية
العالية للتقلبات المناخية .وتختلف راحة اإنسان المناخية (المناخ الذى يكون فيه
اإنسان فى مستوى ذهنى وبدنى ومزاجى مرتفع) من مكان آخر بل فى المنطقة
الواحدة تبعاً للظروف المناخية السائدة (طلبة ،2004 ،ص .)258
ورغم ذلك فإن الدراسات التى تعنى بأثر العناصر الطبيعية على النشاط السياحي
قليلة وخاصة التى تبحث أثر المناخ والتغيرات المناخية على قطاع السياحة ،حيث
اتوجد احصاءات دقيقة يمكن من خالها الخروج بنتائج كمية واضحة .وقد حظيت
الدراسات المناخية التى لها عاقة بقطاع السياحة باهتمام خاص منذ سبعينيات
- 187 -