Page 288 - 2016 - Vol. 40
P. 288
خــاتمــة :
من خلال هذا التحليل يمكن القول أن السوق الجزائرية لا تتمتع بخاصية
التنوع وتبقي عرضة للصدمات الخارجية على حد وصف «أحمد بن بيتور» ،وهذا
بسبب الحماية المفروضة والعوائق المتمثلة في الحواجز التعريفية وغير التعريفية
وسياسات الاحلال محل الواردات التي انتهجتها الجزائر خلال العشريات السابقة
والتي أدت إلى الاتجاه نحو الأنشطة غير التنافسية ،فضلا عن الاحتكار الممارس
من طرف الدولة عن طريق المؤسسات العامة في مختلف القطاعات الاقتصادية،
وتهميش دور القطاع الخاص في المساهمة في النشاط الاقتصادي.
ومن هذا المنطلق فإن السيناريو المتوقع لأثر اتفاق التبادل الحر بالنسبة لاتحاد
الأوروبي ستكون ضعيفة ،كون أن التخفيضات التدريجية للحقوق الجمركية ستؤدي
إلى ارتفاع طفيف في الصادرات الأوروبية نحو الجزائر بسبب المكاسب المتعلقة
بمؤشر الكفاءة والسعر التي ستحصل عليه مقارنة مع الدول الأخرى التي لا تستفيد
من التخفيضات الجمركية مثل المنتوجات الصينية ،وبالتالي سيكون الأثر الكمي
للصادرات ضعيفا ،وبالمقابل وعلى المدى القريب فلن تكون هناك آثار أيضا على
الواردات الوافدة من الجزائر ،باعتبار أن ليس هناك تفكيك أو إلغاء جمركي ينبغي
أن يقوم به الاتحاد الأوروبي على السلع الجزائرية ،طالما أن الأسواق الأوروبية
للسلع الصناعية الجزائرية مفتوحة منذ أمد بعيد ،في حين أن العراقيل على السلع
الزراعية تم الاحتفاظ بها.
وما يجب التنويه إليه هو أن اتفاق الشراكة سيؤدي بالجزائر إلى منح ميزة
تفضيلية للصناعات الأوروبية وذلك بتخفيض الرسوم الجمركية عليها ثم إلغائها
نهائيا بعد إنشاء منطقة التبادل الحر في حين تبقى الرسوم على صناعات الدول
الأخرى غير الأعضاء في الشراكة ،وهذا يمثل تهديدا وتقييدا على حرية الاستيراد
في الجزائر لصالح الانتاج الأوروبي.
- 284 -