Page 388 - African-Issue 41Arabic
P. 388
كما أكد أحمد سليمان على أن التنمية المستدامة تهدف إلى النهوض بالمستوى
الاقتصادي الاجتماعي والبيئي العمراني للمستوطنات البشرية ,وتحسين الحياة
وبيئة العمل لجميع السكان ,بما فيهم من فقراء الحضر (.)41
وثمة وجهة نظرة واسعة النطاق مفادها أن مفهوم التنمية المستدامة جاء كرد
فعل لنظرية في التنمية أطلق عليها مسمى «نظرية حدود النمو» والتي تدور
مقولاتها على النحو الآتي:
-1إذا استمرت اتجاهات النمو الحالية في السكان وإنتاج الغذاء والتصنيع واستنفاذ
الموارد ,بلا تغيير فسوف يتم الوصول إلى أقصي حدود النمو فوق هذا
الكوكب ,وفي مدة اقصاها مائة عام سيحدث نقص مفاجئ في قدرة البيئة علي
الوفاء باحتياجات التقدم.
– 2يمكن تلافي هذه النتيجة الخطيرة وإيجاد حالة من التوازن البيئي والاستقرار
الاقتصادي ,إذا بدأنا على الفور في التخطيط لحالة توازن عالمي.
– 3وبناء على ذلك ينبغي علينا أن نجعل التوازن هو الهدف الأكثر أهمية في
عمليات النمو وذلك بوضع حدود لذلك النمو.
وقد تعرضت هذه النظرية للعديد من الانتقادات ،منها التشاؤم المفرط في رؤية
المستقبل والافتراضات الخاطئة عن فكرة النمو الصناعي الذي تفترض من خلاله
أن جميع دول العالم صناعية ومتقدمة بنفس القدر.
من هنا جاءت نظرية التنمية المستدامة ,كرد متوقع علي نظرية حدود النمو,
وكأن هذه النظرية جاءت لتؤكد علي إمكانية وقدرة الإنسان ,على تحقيق التنمية
غير المحدودة ,من خلال تفعيل قدراته على إدماج كافة العناصر التي تشكل محيط
البيئة التي تحيط به ,بكل مكوناتها ,لكي يتمكن في النهاية إلي إيجاد مزيد من
الفرص له ولمن سيأتي من بعده)42( .
من هنا يمكن القول بأن التنمية المستدامة ,أخذت بالتنمية الكلاسيكية في مسار
آخر جديد تماما ,مسار يبتعد إلى حد كبير عن القضايا والمشكلات التي كانت
- 383 -