Page 492 - African-Issue 41Arabic
P. 492

‫مجلة الدراسات الأفريقية ‪ -‬عدد ‪ ( 41‬يناير ‪544 - 487 ) 2017‬‬

    ‫البيئة والسمات الثقافية لصيادي بحيرة قارون‬

              ‫بحث في الأنثروبولوجيا الثقافية‬

                       ‫د‪.‬إيمان علي علي مصطفى( * )‬

                                                                    ‫مقدمه ‪:‬‬
‫تعتبر البيئة عاملاً هاماً من عوامل الحياة شديدة التعقيد يتخذ منها الإنسان‬
‫موطناً ومعاشاً‪ .‬ولذلك فأي تغيير يطرأ على الكائن الحي يؤدى إلى تغيير في البيئة‪.‬‬
‫كما يتأثر أسلوب الحياة‪ ،‬والعادات‪ ،‬والتقاليد بالبيئة التي يعيش فيها الكائن الحي‪.‬‬
‫من خلال عمليات الاختيار والتوافق يتحقق باستمرار التوازن مع الحياة‪ .‬فسكان‬
‫القرى يختلفون عن سكان المدن‪ ،‬ويختلف من يحترفون الزراعة عمن يحترفون‬
‫الصيد‪ ،‬والصناعة‪ .‬كما يختلف سكان الجبال عن سكان السهول‪ ،‬والمناطق الباردة‬
‫عن المناطق الحارة ويكون لكل منهم خصوصياته وسماته الثقافية التي تميزه عن‬

                                                     ‫غيرة من المجتمعات (‪.)1‬‬
‫وتعد دراسة السمات الثقافية الخاصة بجماعة معينة‪ ،‬والتي لها خصائص ثقافية‬
‫مميزة لها ولا تتعارض في تحقيق أهدافها مع النموذج الثقافي العام للمجتمع‪ .‬وهذا‬
‫ما أكدت عليه روث بندكت ‪ R.Benedict‬بنفس الاتجاه الذي حمله أستاذها فرانز‬
‫بواس ‪ F. Boas‬وذلك في مؤلفها الشهير “أنماط الثقافة” ‪Patterns of Culture‬‬
‫عام ‪ 1934‬وفسرت من خلاله مفهوم الثقافة‪ ،‬وأن السمات الثقافية الموجودة في‬
‫المجتمع لم توجد بطريقة الصدفة وإنما وجدت من خلال مجموعة من العوامل منها‬
‫العوامل الايكولوجية‪ ،‬ومن هنا تأتى أهمية الاتجاه الايكولوجي الثقافي باعتباره‬

                        ‫(*) مدرس الانثربولوجيا الثقافية ‪ -‬كلية الآداب – جامعة بني سويف ‪.‬‬

                                  ‫‪- 487 -‬‬
   487   488   489   490   491   492   493   494   495   496   497