Page 493 - African-Issue 41Arabic

‫من المحددات الايكولوجية التي تهدف إلى التعرف على العوامل الثقافية والى أي‬
‫حد تدين هذه النواحي للظروف البيئية المحيطة‪ .‬وينظر من خلال هذا الاتجاه إلى‬
‫مجموعة القيم والممارسات والتقاليد والأساطير والطقوس وغيرها باعتبارها نابعة‬

‫من الظروف البيئية المحيطة(‪.)2‬‬

‫وبصفة أساسية اهتم البحث بدراسة الجماعات البشرية بما أنها الوحدات المؤثرة‬
‫والمتأثرة بالظروف البيئية(‪ .)3‬وهذا ما عرفه روى ربابورت ‪ Roy Rappaport‬بأن‬
‫الجماعة الايكولوجية “هم الجماعة التي تستغل الموارد داخل نطاق محدد” ويعطى‬
‫تعريفا آخر لهذه الجماعة بأنها “ جماعة لها سمات وخصائص مميزة‪ ،‬ويحتفظون‬

‫بها كمجموعة داخل البيئة التي يعيشون فيها” (‪.)4‬‬
‫وبذلك حظيت جماعة الصيادين باهتمام الباحثين نظراً لأنها تكشف عن العلاقة‬
‫المباشرة بين سكانها والبيئة الطبيعية المحيطة بهم‪ .‬فهم يعتمدون في قوتهم على‬
‫الموارد المتوفرة حولهم‪ ،‬وتشكل أسلوب حياتهم بحسب ظروف تفاعلهم مع هذه‬
‫البيئة(‪ .)5‬فقد شهدت العقود الأخيرة اهتماماً كبيراً بالموضوعات والقضايا الساحلية‪،‬‬
‫والتي أصبحت مصدر قلق لكل من الأكاديميين والعاملين في مجال التنمية وذلك لزيادة‬
‫نسبة التلوث‪ ،‬التدهور الناتج عن التصنيع والتحضر‪ ،‬الصيد الجائر‪ .‬وبذلك بدأ هؤلاء‬
‫الباحثون ولاسيما علماء الانثروبولوجيا بدعوى الحاجة إلى إنشاء فرع جديد للتعامل‬
‫مع العلاقات المعقدة بين الإنسان والنسق الايكولوجي البحري‪ .‬بهدف التعرف على‬
‫التغيرات في المجتمعات الساحلية‪ ،‬واتخاذ جماعة الصيادين وحدة للدراسة والتحليل(‪.)6‬‬

‫وتبلور هذا ليكون محور ارتكاز الانثروبولوجيا البحرية ‪Anthropology‬‬
‫‪ Maritime‬من خلال التركيز على بعض الموضوعات وهي‪ :‬مصائد الأسماك‬
‫الحديثة‪ ،‬والحياة على متن السفن‪ ،‬والتكيف البحري فيما قبل التاريخ‪ .‬بالإضافة‬
‫لتناولهم موضوعات متنوعة في هذه المجتمعات التي يعيش سكانها على صيد‬
‫الأسماك‪ ،‬والتي كانت تنتمي بوضوح لعلم الآثار‪ ،‬والانثروبولوجيا الفيزيقية‪،‬‬
‫ودراسات أخرى في الانثروبولوجيا الاجتماعية‪ .‬إلى أن أصبح هناك فرعاً له‬
‫مساهمه واضحة يعرف باسم انثروبولوجيا الصيد ‪Anthropology Of Fishing‬‬

‫‪- 488 -‬‬