Page 497 - African-Issue 41Arabic
P. 497
وتهتم الايكولوجيا الثقافية في نظر ستيوراد «بدراسة العمليات التي من خلالها
تتوافق المجتمعات مع بيئاتها .وتحديد ما يترتب على هذه التوافقات المجتمعية من
تحولات اجتماعية جوهرية أو تطور اجتماعي وتحليل هذه التوافقات والتحولات
في حدود ارتباطها بالعمليات الأخرى للتغير ،لذلك فهي تهتم أساساً بالتفاعل القائم
بين المجتمعات والنظم الاجتماعية بعضها ببعض من ناحية ،وبين البيئة الطبيعية
من ناحية أخرى(.)14
كما تفسر الايكولوجيا الثقافية التباين بين الثقافات المختلفة للشعوب في إطار
التنوع البيئي ،وتهتم بالكشف عن الكيفية التي تؤثر فيها الثقافة على تكيف الأفراد
مع ما قد يحدث في البيئة من تغيرات .ولا تقتصر البيئة لدي دعاة الايكولوجيا
الثقافية على المحيط المادي فقط ،وإنما تشتمل أيضاً على كل ما يحيط بالإنسان من
كائنات حية ،سواء من نوعه أو مختلفة عنه وتترابط جميعاً في نسق متكامل ،أطلقوا
عليه مصطلح (النسق الايكولوجي) الذي أصبح مجالاً لدراستهم(.)15
ويتضمن التحليل الايكولوجي الثقافي التحليل الوظيفي والانتشاري للسمات
الثقافية الموجودة في البيئة وذلك بدراسة التنوع الثقافي ،والموارد المتاحة التي
تتمثل في المواد الخام ،والمصادر التي يمتلكها الناس مثل الأدوات والتكنولوجيا
( .)16يؤكد الايكولوجيون الثقافيون على أنماط الاستهلاك والإنتاج والتوزيع الموجود
في البيئة الطبيعية التي تعيش فيها الجماعات البشرية .فكل جماعة بشرية يجب أن
تتعلم كيف تستفيد من الموارد المتاحة إذا أرادت البقاء (.)17
ثانياً :المادية الثقافيةCulture Materialism :
استخدم هذا الاتجاه الأنثروبولوچى الأمريكي “مارفن هاريس” Marvin Harris
الذي دعا إلى المادية الثقافية ،كإستراتيجية بحثية تربط بين كل من الأنثروبولوچيا
الاجتماعية الثقافية ،والأنثروبولوجيا الإيكولوچية( .)18وتؤكد المادية الثقافية على أن
العالم المادي يمثل تأثي ًرا حتم ًيا على اللامادي ،ومن ّثم تكون الثقافة وف ًقا لهذه الرؤية
نتا ًجا للعلاقات بين الأشياء (.)19
- 492 -