Page 3 - 2014-36
P. 3

‫منسا موسى ‪ ...‬قراءة جديدة في ضوء تأويلات الشكرى»(‪ ،)2‬الذي تناول رحلة‬
‫حج منسا موسى ( ‪738-707‬هـ‪1337-1307 /‬م ) في كتابه المعنون «الإسلام‬
‫والمجتمع السوداني إمبراطورية مالي (‪1430 -1230‬م)»(‪ .)3‬لقد تناول أحمد‬
‫الشكري رحلة منسا موسى بعد أن كون فكرة مسبقة لما ينبغي أن يكتبه؛ لذلك قام‬
‫بتأويلات عديدة للنص التاريخي‪ ،‬وقدم استنتاجات تاريخية – من وجهة نظره ‪-‬‬
‫لا تستند إلى مصدر بل هي من نسج خيال الشكري‪ ،‬فعلى سبيل المثال مصطلح‬
‫الكسب والمكاسب التي استخدمها العمري(‪ )4‬في وصف العمليات التجارية بين‬
‫التجار المصريين وحجاج السودان الغربي الذين قدموا مع منسا موسى استخدم‬

                                ‫الشكري بدلاً من هذا المصطلح مصطلح الغش‪.‬‬

‫كما إن العطايا التي منحها منسا موسى لأمراء المماليك برضاه اعتبرها‬
‫رشوة(‪ .)5‬بل وصل به الأمر إلى الحديث عن مؤامرة دبرها البلاط المملوكي ضد‬
‫منسا موسى في أثناء عودته من الحج متج ًها إلى القاهرة‪ ،‬استند في هذا الأمر على‬
‫أوهام وتأويلات غير صحيحة وليؤكد هذا الزعم كان لابد من رد فعل من منسا‬
‫موسى فكان رد الفعل الذي تخيله أن يقوم منسا موسى بقتل التجار الذين استدان‬

                                    ‫منهم قبل عودته إلى بلاده(‪ )6‬وهو لم يحدث‪.‬‬

‫كان لانتشار الإسلام في بعض ممالك السودان الغربي(‪ )7‬بصفة رسمية بداية‬
‫من أوائل القرن الخامس الهجري واستمرار انتشاره في بقية الممالك طوال هذا‬
‫القرن(‪ )8‬أثره البالغ في دفع مسلمي تلك البلاد لأداء فريضة الحج التي فرضها الله‬
‫عز وجل على كل مسلم قادر‪ .‬كانت رحلات الحج القادمة من تلك الممالك تمر‬
‫بمصر في طريقها إلى بلاد الحرمين‪ ،‬ويخرجوا مع ركب الحج المصري الذي كان‬
‫يوفر لهم الحماية والأمن‪ ،‬وبعد أداء فرضهم يمرون أيضاً بمصر صحبة ركب الحج‬

           ‫المصري وبعد استراحة من عناء الطريق يتأهبون للعودة إلى بلادهم‪.‬‬

‫وفرت مصر خاصة في عصر سلاطين المماليك (‪923 -648‬هـ‪-1250/‬‬
‫‪1517‬م) الحماية والرعاية للحجيج القادمين إليها‪ ،‬كما نهضت بمرفق الحج وقدمت‬

                                   ‫‪-2-‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8