Page 6 - 2014-36
P. 6
خرج ركب حج منسا موسى للحج من مدينة نياني عاصمة مملكته عام
724هـ1324/م .وكان يوم خروجه يوافق يوم السبت ثاني عشر من إحدى الشهور
الهجرية وف ًقا لنصحية بعض مشائخه حتى يعود سال ًما إلى مملكته( .)23وهذا يعني
أن العرافين كان لهم مكانة سامية في بلاط منسا موسى بالرغم من انتشار الإسلام
في مالي منذ منتصف القرن الخامس الهجري ولم تحدد المصادر الشهر الذي غادر
منسا موسى بلاده منطلقاً لأداء فريضة الحج.
وصل منسا موسى إلى القاهرة في شهر رجب عام 724هـ1324/م(.)24
وحددت بعض المصادر يوم دخوله القاهرة تحدي ًدا دقي ًقا فذكر إحداها أنه وصل
إلى مصر يوم 15من شهر رجب في نفس هذا العام( .)25وحدد مصدر آخر اليوم
الخميس 16من شهر رجب( .)26فالمصادر تتفق أنه وصل إلى مصر في شهر
رجب وغادر مصر في شهر شوال متج ًها إلى بلاد الحرمين أي أنه أقام بمصر
خمسة شهور قبل بدء رحلة الحج من مدينة القاهرة.
احتفى السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون بضيف السلطنة منسا
موسى ،ومن مظاهر هذا الاحتفاء أن الناصر أوفد إليه المهندار أبي العباس أحمد بن
الحاكي لاستقباله والترحيب به ومرافقته والقيام بأمره فترة إقامته بالقاهرة( .)27ومن
مظاهر الاحتفاء بضيف مصر أن الناصر أقطعة قص ًرا فخ ًما عند القرافة الكبرى
« إقطاع تمليك «(.)28
وامتد الاحتفاء به إلى قيام الناصر بإكرامه ومعاملته بما يليق به كحاكم مسلم،
« وأجرى عليه الأنزال والإقامات الوفيرة مدة مقامه «(.)29
ويقدم لنا أبو الحسن علي بن أمير حاجب والي مصر والقرافة والذي كان كثير
الاجتماع بمنسا موسى -لما قدم مصر حاجاً ،وكان هو نازلاً بالقرافة وكانت بينهم
صداقة -صورة لهذا المنسا يظهر فيها متدي ًنا محاف ًظا على الصلاة وقراءة القرآن
والذكر ،كما كان مح ًبا للخير وأهله( .)30ويتابع ابن أمير حاجب وصف ما كان عليه منسا
موسى وركبه فيقول :إن هذا السلطان مدة مقامة بمصر قبل توجهه إلى الحجاز وبعده
-5-