Page 117 - AFRICAN STUDIES 2013
P. 117

‫الرومان‪ ,‬وكان من أهم نتائجها أن فقد حلفاء روما في الجنوب ثقتهم فيها‪ ,‬وانضموا‬
‫إلي هانيبال‪ ,‬وفقدت روما كل جنوب إيطاليا تقريباً‪ ,‬وفي عام ‪214‬ق‪.‬م‪ .‬استولي‬
‫علي سيراكوزا»‪ ,‬وهزيمة القنصل الروماني «فلامينيوس»‪ Flaminius‬عند مضيق‬

                                ‫بحيرة «ترازيمينوس» في إقليم «أتروريا»(‪.)25‬‬

‫ولكن بسبب انقطاع الامدادات وتناقص عدد قوات «هانيبال» بعد المعارك‬
‫المتتالية‪ ,‬استحالت مواصلته للقتال وانهارت قوته شيئاً فشيئاً؛ مما شجع الرومان‬
‫للعمل علي استعادة ما فقدوه في إيطاليا‪ ,‬وفي أسبانيا نجح القائد الروماني «بوبليوس‬
‫كورنيليوس سكيبيو» في الاستيلاء علي جميع المدن التابعة لقرطاجة وعاد لروما‬
‫عام ‪206‬ق‪.‬م‪ ,)26(.‬حيث كان هانيبال لا يزال في إيطاليا‪ ,‬مما دفع سكيبيو للتفكير‬
‫في نقل الحرب إلي أفريقيا وذلك ليضطر هانيبال لمغادرة إيطاليا لنجدة قرطاجة‪ ,‬ثم‬
‫لمحاولة تحقيق نصر علي القرطاجيين في عقر دارهم‪ ,‬ونزل سكيبيو بقواته بالقرب‬

                                        ‫من مدينة «أوتيكا» عام ‪204‬ق‪.‬م‪.)27(.‬‬

‫تحالف كلاً من «ماسينيسا»(‪ )28‬و»سيفاكس» مع الرومان ضد القرطاجيين‬
‫بعد أن وعدهما «سكيبيو» بتسليم بلاد المغرب كاملة لهما بعد محاربة القرطاجيين‬
‫وطردهم منها‪ ,‬لكن سرعان ماغير «سيفاكس» رأي��ه بسسبب زواج��ه من‬
‫«سوفونسبة» ابنة القائد القرطاجي «هسدروبال» التي كان لها الأثر البالغ عليه‬
‫وحملته علي التحالف مع قرطاجة ضد الرومان و»ماسينيسا»‪ ,‬ووقف في وجه‬
‫الأخير ورده إلي أقصي «سيرتا الصغري» وقطع امداداته عن الرومان‪ ,‬وأخذ‬
‫كلاً من «هسدروبال» و»سيفاكس»يعد العدة للهجوم علي الرومان‪ ,‬ولكنهما خابا‬
‫شر خيبة‪ ,‬وواصل سكيبيو تقدمه وعسكر علي حدود قرطاجة وأخذ يهددها‪ ,‬وتعقب‬
‫«ماسينيسا» «سيفاكس» إلي أن ألقي القبض عليه وأرسل أسيراً إلي روما ثم‬
‫تم نقله إلي السجن في مدينة «ألبا» ‪ Alba Fucens‬وهي مقاطعة رومانية منذ‬
‫عام ‪304‬ق‪.‬م‪ .‬تقع علي طريق «فاليريا» ‪ Valeria‬وبالتحديد مايقرب من سبعة‬

       ‫واربعون ميلاً وراء نهر التيبر وعلي بعد سبعة وستين ميلاً من روما‪.)29(.‬‬
                                  ‫‪- 109 -‬‬
   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122