Page 121 - AFRICAN STUDIES 2013
P. 121

‫وذلك بعد السنة الثانية من الحرب البونية الثالثة عام ‪148‬ق‪.‬م‪ .‬وكان وقتها في‬
‫عاصمته «سيرتا»‪)47(Cirta‬؛ فاستدعي صديقه»سكيبيو أيميليانوس» ليكون حكماً‬
‫بين أبنائه من أجل تقسيم المملكة‪ ,‬لكن «ماسينيسا» توفي قبل وصول «سكيبيو»‬
‫بيومين‪ ,‬وترك»ماسينيسا» ثلاثة أولاد شرعيين(‪)48‬؛ وهم «ميسيبسا»‪Micipssa‬‬
‫و»مستنبعل» ‪ Mastanbal‬و»غولوسا» ‪Gulussa‬؛ وأوصاهم «مسينيسا»‬
‫بقبول تحكيم «سكيبيو» الذي منح «مسيبسا»‪ ,‬وهو أكبرهم سناً؛ السلطة الإدارية‪,‬‬
‫و»مستنبعل»؛ السلطة القضائية‪ ,‬و»غولوسة»؛ السلطة العسكرية وقيادة الجيش(‪.)49‬‬

‫أما بالنسبة لمملكة موريتانيا‪ ,‬فلم تظهر كقوة كبري يمكن لها أن تلعب دوراً‬
‫هاماً في تاريخ المغرب القديم إلا بعد الحرب البونية الثانية بفترة كبيرة(‪ ,)50‬وربما‬
‫يرجع السبب في تقاعس ملوكها عن تقديم المساعدة لقرطاجة؛ إلي تخوفها من‬
‫عداء «ماسينيسا» لها وخاصة بعد أن أصبح قريباً منها بعد سيطرته علي نوميديا‬
‫الغربية‪ ,‬واكتفي ملوك موريتانيا بمراقبة ما سوف تسفر عنه الأحداث‪ ,‬والواقع أن‬
‫«موريتانيا» في هذا الوقت لم يكن لديها ما تقدمه من مساعدات من أي نوع وخاصة‬

                      ‫أن معظم سكانها كانوا لا يزالون علي حالتهم الرعوية(‪.)51‬‬

‫رأي سكيبيو أن مهمته الأولي هي إحكام الحصارعلي قرطاجة‪ ,‬بغرض قطع‬
‫كل الامدادات عنها‪ ,‬وبعد أن تأكد للرومان أن الحصار أنهك القرطاجيين هاجمت‬
‫قوات سكيبيو عام ‪146‬ق‪.‬م‪ .‬المدينة‪,‬فنهبوها وأشعلوا فيها النيران‪ ,‬وسويت مبانيها‬
‫بالأرض‪ ,‬وبيع ما تبقي من سكانها في أسواق العبيد بروما‪ ,‬واختفت قرطاجة‬
‫من الوجود تماما(‪ ,)52‬ثم أتي أحد رجال الدين الرومان ولعن أرضها باسم الآلهة‬
‫الرومانية ولعن من يسكنها من جديد‪ ,‬وأصبح الإقليم الذي كان تحت سيطرة‬
‫القرطاجيين منذ بداية الحرب البونية الثالثة في أيدي الرومان(‪ ,)53‬حيث حولوه‬
‫في نفس العام الذي سقطت فيه قرطاجة إلي ولاية رومانية‪ ,‬أطلقوا عليها اسم‬
‫«ولاية أفريقيا الرومانية»‪ provincia Africa Romona‬وكانت أولي ولاياتهم في‬

                                         ‫أفريقيا(‪ ,)54‬وسادس ولاية رومانية(‪.)55‬‬
                                  ‫‪- 113 -‬‬
   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126