Page 120 - AFRICAN STUDIES 2013
P. 120

‫ونظراً لتعديات «مسينيسا» المتكررة علي أراض القرطاجيين‪ ,‬قرر هؤلاء‬
‫عام‪ 150‬ق‪.‬م‪ .‬الرد عليه دون أن يستأذنوا روما‪ ,‬وهو ما اعتبره الرومان خرقاً‬
‫واضحاً لأحد‪ ,‬بل لأهم بنود إتفاقية «زاما» والذي كان ينص علي أن لا تشن‬
‫قرطاجة حرباً علي أي من جيرانها بدون إذن روما‪ ,‬وهي الذريعة التي دفع بها‬
‫الرومان «ماسينيسا» دفعاً بتشجيعه للتعدي علي أرض قرطاجة‪ ,‬لجرها إلي خرق‬
‫هذا البند من الاتفاقية وليكون سبباً مباشراً لإعلان الحرب عليها‪ ,‬ولم يكن هذا القرار‬
‫سهلاً علي الرومان‪ ,‬فقد حدث جدلاً داخل مجلس الشيوخ الروماني حوله‪ ,‬ونجح‬
‫«كاتو» هو»ماركوس بوركيوس كاتو ‪234(« Marcus Porcius Cato‬ق‪.‬م‪-.‬‬

              ‫‪149‬ق‪.‬م‪ .‬في إقناع أعضاء مجلس الشيوخ باتخاذ قرار الحرب(‪.)41‬‬

‫ونتيجة لذلك اُرسلت قوات رومانية بقيادة»سكيبيو أيميليانوس»(‪ ,)42‬نزلت‬
‫في مدينة «أوتيكا» من أهم مدن الاقليم(‪ ,)43‬ونظراً لضعف موقف القرطاجيين‬
‫فقد أملي عليهم «سكيبيو» شروط الرومان وكان أولها تسليم عدد من الرهائن‬
‫والأسلحة؛ واستجاب القرطاجيون لهذه الشروط ماعدا الشرط الأخير وهو إخلاء‬
‫مدينة قرطاجة ودفع القرطاجيين للداخل في منطقة تبعد خمسة عشر كيلو متراً علي‬

                                                         ‫الأقل من الساحل(‪.)44‬‬

‫وقد أدرك الرومان أن قرطاجة لن تقبل هذا المطلب الأخير‪ ,‬لأن ُبعد‬
‫القرطاجيين عن البحر يعني تخليهم عن مصدر ثرائهم وهو التجارة‪ ,‬بالإضافة إلي‬
‫تخليهم عن منازلهم ومعابد الآلهة وقبور الأجداد؛ وبالفعل رفض القرطاجيون هذا‬
‫الشرط‪ ,‬وقرروا خوض الحرب من أجل مدينتهم وحريتهم‪ .‬فاندلعت الحرب البونية‬
‫الثالثة التي عاني فيها القرطاجيون ثلاث سنوات (‪149‬ــــ‪ 146‬ق‪.‬م‪ ).‬تحت حصار‬

                     ‫الرومان للمدينة وتحملوا الجوع‪ ,‬وعاشوا تجربة مريرة(‪.)45‬‬

‫توقع القرطاجيون مع بداية الحرب مساندة ملوك نوميديا لهم بعد أن تغير موقف‬
‫هؤلاء من الرومان(‪ ,)46‬لكن الملك النوميدي «ماسينيسا» مرض مرضاً شديداً‪,‬‬

                                  ‫‪- 112 -‬‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125