Page 118 - AFRICAN STUDIES 2013
P. 118
لكن»سكيبيو» وافق علي أن يوقف العمليات الحربية من أجل التفاوض وطالب
القرطاجيون بعودة «هانيبال» من إيطاليا من أجل ذلك وعاد بالفعل عام 203ق.م.
للتفاوض مع الرومان الذين رفضوا عرض قرطاجة بتخليها عن «أسبانيا»
والجزر التابعة لها وهو أخر ما تملكه قرطاجة خارج أفريقيا ,وح َل سفن الأسطول
القرطاجي ماعدا عشرين سفينة ,وذلك مقابل اعتراف الرومان لقرطاجة بالسيطرة
علي أفريقيا(.)30
وأمام عدم الوصول للتوافق بين الطرفين اندلعت نيران الحرب الأخيرة في
هذه الجولة والتي دارت بالقرب من مدينة «زاما» Zamaعام 202ق.م(.قصر
طوال الزوامل بالجزائر حالياً)( ,)31وانتصر فيها الرومان بقيادة «سكيبيو» تعززهم
قوات الملك «ماسينيسا»( ,)32مما دفع القرطاجيين لطلب الصلح ,ووقعت اتفاقية بين
الطرفين في نفس العام عرفت باتفاقية زاما ,وكانت بنودها مجحفة للقرطاجيين؛
والتي كان من أهم بنودها وكان الاتفاقية تنص علي أن تحتفظ قرطاجة بترابها
الأفريقي بشرط ألاّ تشن حرباً علي أي من جيرانها بدون إذن من روما ,وأن تتنازل
لـ»مسينيسا» عن مقاليد السيادة علي البلاد النوميدية ,وتتنازل قرطاجة عن فيلتها
وأسطولها ما عدا عشر سفن ثلاثية ,وتسليم كل ما لديها من غنيمة ,ودفع غرامة
حربية تقدر بـعشرة آلاف وزنة «تالنت» تدفع منها ألف في الحال وقبل أن يتوقف
القتال ,والباقي أقساطاً علي عشر سنوات ,وتسليم «هانيبال» عدو روما اللدود.
( ,)33ولم يكن أمامهم سوي قبول شروط الصلح القاسية وتم توقيع الاتفاقية في مطلع
عام 201ق .م.)34(.
ظهرت في عام 195ق.م .بعثة رومانية في قرطاجة ,للقبض علي»هانيبال»
فهرب إلي «ثابسوس» Thapsusالواقعة علي ساحل تونس الشرقي ومنها
إلي «صور» ,ومنها إلي «إفيسوس» Ephesosحيث التقي بالملك الأغريقي
«أنطيوخوس الثالث» عدو الرومان ,والذي فشل «هانيبال» في إقناعه بمساعدتة
في محاربة الرومان ,وطلب الرومان من «أنطيوخوس» بعقد الصلح معه عام
190ق.م .تسليم «هانيبال»؛ لكنه هرب منه وقضي سنوات حياته الأخيرة عند
- 110 -