Page 147 - 2015-37
P. 147
وبالتالى ا تعتبر اأرقام الواردة فى الجدولين السابقين كافية لفهم العاقات
ااقتصادية بين الكيانين ،ومرد ذلك أن هذه اأرقام ا تتعرض لمسألة تعدين
الماس وتجارته وصقله رغم اأهمية الفائقة لهذه المادة فى ااقتصادين اإسرائيلى
والجنوب أفريقى .ومن ث ّم يصعب تحديد القيمة الحقيقية للتجارة بينهما بسبب الحذف
المتعمد الذى يقوم به الكيانان أغلب الصادرات من اإحصاءات الرسمية والكتب
السنوية .ولعل أهم ما يوضحه الجدول السابق أن جنوب أفريقيا هى الدولة الوحيدة
التى حظيت بالحجم اأكبر للتبادل التجارى مع إسرائيل فى مجالى الصادرات
والواردات إذا ما قورنت بالدول اأفريقية اأخرى بصفة عامة.
ورغم وجود العاقات ااقتصادية بين الدولة الصهيونية ودولة اأبارتهيد
منذ عام ،1948إا أنه ابتدا ًء من عام 1973شهدت هذه العاقات اندفاعة كبيرة
وتميزت السنوات العشر التى تلتها بتكثيف التعاون بين الدولتين فى الميدان التجارى
والصناعى والزراعى والمالى .فخال عام واحد ( )1973شهدت الواردات
اإسرائيلية من أصل جنوب أفريقى زيادة بلغت %193بالنسبة لمعدلها فى العام
السابق .وأول مرة تجاوزت قيمة مشتريات إسرائيل من جنوب أفريقيا صادراتها
إلى بقية دول أفريقيا السوداء ،والتى كانت تشكل حتى ذلك التاريخ الحليف التجارى
الرئيسى للدولة اليهودية(.)52
وتعتبر حرب أكتوبر سنة 1973فى الشرق اأوسط نقطة تحول هامة
أخرى فى العاقات التجارية بين جنوب أفريقيا وإسرائيل .فقد تم فى يناير سنة
1974تشكيل غرفة جنوب أفريقيا-إسرائيل التجارية فى تل أبيب .وتوقع القنصل
العام لجنوب أفريقيا فى الحفل اافتتاحى بأن التجارة بين البلدين ستزيد بشكل
ملموس خال عام ،وهو ما تحقق بالفعل ،وقد انضم إلى الغرفة حوالى 100شركة
إسرائيلية ،وأدى نجاحها المباشر إلى تشكيل غرفة إسرائيل-جنوب أفريقيا التجارية
بعد ذلك بفترة قصيرة فى جوهانسبرج( .)53وقد ارتفع نصيب جنوب أفريقيا من
إجمالى تجارة إسرائيل فى أفريقيا من %14عام 1967إلى %40عام .)54(1973
وفى الواقع فإن المذكور أعاه والوارد فى الجداول السابقة يمثل فقط ما
- 142 -