Page 148 - 2015-37
P. 148
اختارت إسرائيل وجنوب أفريقيا أن تعلنه .ففى غياب المواد الحاسمة ،تعتبر هذه
اإحصاءات الرسمية أقل فائدة .فعند تعديل غياب الماس والمبادات العسكرية
وحدها ،ستظهر صورة مختلفة .فإذا كان من المستحيل وضع رقم دقيق للحجم الكلى
الحقيقى للتجارة بينهما ،فإن من المحتمل أنه عندما تؤخذ التجارة كلها فى ااعتبار
تصبح إسرائيل الشريك التجارى اأكبر لجنوب أفريقيا(.)55
لقد تعاظمت الصات ااقتصادية بين إسرائيل وجنوب أفريقيا بعد حرب أكتوبر
عام ،1973وخاصة منذ ميثاق رابين -فورستر Rabin-Vorsterعام .)56(1976
فقد أدت هذه ااتفاقيات إلى زيادة بارزة فى حجم التجارة والصفقات التجارية بين
البلدين،وقد ُعززت هذه الشراكة ااقتصادية الجديدة بزيارات وزراء مالية البلدين
وسلسلة ااجتماعات والمقابات التى قام بها كبار المسئولين(.)57
كما أدت زيارة فورستر إلى إسرائيل عام 1976إلى فتح العديد من مجاات
التعاون فى ضوء حاجة إسرائيل إلى ااستثمار فى الصناعة وإلى المواد اأولية
من جنوب أفريقيا ،وحاجة اأخيرة إلى القوى العاملة الماهرة اإسرائيلية .كما أدت
إلى زيادة التبادل التجارى فى كا ااتجاهين وزيادة تبادل البعثات التجارية ،وأيضا
زيادة صادرات المواد الخام من جنوب أفريقيا إلى إسرائيل ،خاصة الفحم من ميناء
ريتشارد زباى الجديد .وتوقعت الصحف فى جنوب أفريقيا آنذاك بأن زيادة الروابط
مع إسرائيل ستؤدى إلى قيام حركة مرور بحرية فى اتجاهين ،حيث تحمل السفن
الفحم من جنوب أفريقيا إلى إسرائيل وتعود حاملة البترول لجنوب أفريقيا(.)58
وعقب تلك الزيارة ُعقدت حلقة دراسية من قبل اتحاد التجارة الخارجية
فى جنوب أفريقيا تحت اسم “معاهدة إسرائيل-جنوب أفريقيا”ُ ،عرضت خالها
فرص ااستثمار لكل من جنوب أفريقيا وإسرائيل مثل تكوين مشاريع مشتركة
كبناء خطوط السكك الحديدية بين إيات وبئر السبع ،وتجهيز الصلب والصهاريج
لتخزين النفط تحت اأرض ،وإلى تصنيع المواد الكيماوية المنتجة من البحر الميت،
وصناعة أدوات قطع ولوازم فوازية ،وتجهيز محطات توليد القوة الكهربائية
المزمع إنشاؤها اح ًقا فى تل أبيب(.)59
- 143 -