Page 246 - 2016 - Vol. 40
P. 246
وقت مشابه لهذا ،في المقابل القيام بإصلاحات تتعامل مع المشكلة من جذورها.
والدليل علي ذلك أن العديد من الدول النامية حققت معدلات نموا اقتصاديا مرتفعا،
مع محاولاتها المستمرة في تقليل الفقر فيها،ويلاحظ بعض النجاحات الملحوظة في
تقليل الفقر خلال العقدين الماضيين ،لكنها مازالت تواجه تحديات اخرى تمثلت في
الجوع ،وسوء التغذية ،ووفيات الاطفال ،مع انخفاض الانجازات التى تحققت في
التعليم الابتدائي ،او تنمية الأبعاد الاخري غير الدخلية INCOME NONفقد لوحظ
في العديد من الاقتصادات وجود تفاوت بين الدخول وايضا تفاوت في مخرجات
غير الدخول لمجموعات مختلفة بين السكان خاصة الغنية ،والفقيرة ،والمعرضة
للمخاطر واتسعت الهوة بينهم خاصة مع الازمة العالمية ،2009/2008وارتفاع
اسعار الغذاء حيث تاثر العديد من الفئات المعرضة للمخاطر في الدول النامية،
الامر الذي تطلب نموا مستمرا وقويا ،مع توفير فرص عمل تؤدي الى نمو مستدام
يستفيد منه الكل ( )Ali and Zhuang 2007, ADB 2011وطالبت العديد من
الدراسات بتبني استراتيجيات نمو تعمل على تكافؤ فرص العمل من اجل مشاركة
واستفادة كل واحد من عملية النمو.
لذلك ركزت OECDعلى وضع اطار لقياس النمو الاحتوائي (الشامل) بمؤشرات
مستوى المعيشة متعدد الابعاد ،وتبنى البنك الدولي هدفين :اولهما تقليل الفقر المدقع
الى %3عام ، 2030وتعزيز الرخاء المشترك ،وحدده بأن نمو الدخل لاقل %40
من السكان في كل بلد مع النمو الاقتصادي يكون اساس تحقيق هذه الاهداف(كما
ذكر سابقا) وبات ذلك المقترح من المؤشرات الرئيسية للنمو الشامل الذي قدم
لبنك التنمية الاسيوى في اطار النقاش حول (اللامساواة واستراتيجات النمو الشامل
(الاحتوائي) ،فقد م ًيز الباحثون بين نوعين من اللامساواة الجيدة والسيئة Chaudhuri
and Ravallion 2007فالمساواة الجيدة Good inequalityتظهر في اختلافات
الجهود الفردية ،بينما اللا مساوة السيئة تظهر في اختلاف الظروف التى يحتك فيها
الافراد وتمنع الحصول علي فرص متساوية )Richard Samans,2015( .في 2008
تبنى بنك التنمية الاسيوي استرتيجية النمو الاقتصادي الاحتوائي (الشامل) كاحد اهم
- 242 -