Page 245 - 2016 - Vol. 40
P. 245
النمو والفقر والتوظيف ،الي جانب عدد من قضايا السياسات ذات التأثير تواجه دول
العالم الثالث وتضم هذه القضايا :تعزيز نموذج النمو الذي يقوده القطاع الخاص،
وكيفية دمج اقتصادات تلك الدول في الاقتصاد العالمي والإقليمي ،والعمل على تنوع
الاقتصادات النفطية التقليدية بحيث تنتقل إلى اقتصادات تعتمد بشكل أكثر كثافة
على مصادر أقل تقل ًبا للإيرادات والنمو ،وكذلك الاستفادة من المعرفة والابتكار
لتعزيز الإنتاجية وزيادة القيمة المضافة .أي أن الوضع يتطلب إجراء إصلاحات
الاقتصادية هذه الإصلاحات الاقتصادية لها ثمن يدفعه المواطنون ،لاسيما وأن
زيادة الإيرادات والاستمرار بتلك الإجراءات التقليدية ،يضعف جانب الطلب.
وحتى يتم مواجهة التحديات السابقة ،فالامر يتطلب قيام الدول النامية بإصلاحات
تتجاوز سياسات الطلب إلى اصلاحات هيكلية ،تركزعلى جانب العرض الكلي،
ويتحقق معها النمو الاقتصادي الشامل .وكذلك التنمية الشاملة ويشير النمو الشامل
(الاحتوائي) inclusive growthإلى كل من وتيرة وتوزيع النمو الاقتصادي ،ومن
أجل ان يكون النمو الاقتصادى اكثر استدامة واكثر قدرة على الحد من الفقر،
فلابد و أن يكون شاملا (بيرغ وأوستري2011 ،؛ وكراي .)2004 ،من الناحيه
التقليدية ،كان تحليل الفقر أو عدم المساواة ،والنمو الاقتصادي يتم كل على
حدة ،ولكن حديثا تم الجمع بينهم في تحليل واحد من قبل أناند وآخرون (،)2013
حيث استخدموا مفهوم منحنى التركز لتحديد الشمولية ،وتحديد منحنى الحراك
الاجتماعي *.social mobility curve
ويرتكز النموالاحتوائي ( الشامل) على مبدأ مفاده تحفيز ذلك النمو عن طريق
التوظيف المنتج وما يرتبط به من تحسينات في الأسواق ،والتكنولوجيا ،وإمكانية
الحصول على التمويل والخدمات الأساسية وليس الاعتماد فقط على إعادة التوزيع،
ومن ثم تثور مسألة إيجاد مصادر جديدة للنمو،)Richard Samans, et. al, 2015( .
بمعنى اخر؛ أنه يجب تجاوز مرحلة محاولة رفع الإيرادات عن طريق زيادة
الضرائب وإلغاء الدعم وغيرها من الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الحكومة في
- 241 -