Page 177 - African-Issue 41Arabic
P. 177
وعاء الإسلام وحصنه المكين وهي المعين الذي لا ينضب في التواصل مع الثقافة
العربية الإسلامية في أفقها الأرحب(.)75
وجود تعاون ثقافي عربي سعودي -أفريقي في مجال التعليم الجامعي حيث
يستفيد الطلاب الأفارقة من منح دراسية في الجامعات العربية ،وهو ما من شأنه
أن يعزز العلاقات الثقافية العربية السعودية مع دول القرن الأفريقي بشكل عام لولا
أن بعض الدول العربية تونس والجزائر والمغرب مثلا ،لا تهتم بإعطاء دروس في
اللغة العربية للطلاب الأفارقة الوافدين إليها خاصة طلاب التخصصات العلمية مم
يجعل هؤلاء الطلاب يعودون إلي بلادهم بعد التخرج كما لو كانوا درسوا في فرنسا
بينما تحرص دول عربية علي تلقين اللغة العربية للطلاب الأجانب الوافدين إليه(.)76
انتشار الطرق الصوفية بما لها من إشعاع ثقافي وروحي وتأثير وجداني
وأوراد ثابتة وأذكار متجددة ،وما تتمتع به من تأثير روحي يجعلها تزيد العلاقات
الإيمانية قوة ،والثقافية متانة ،حيث تذوب الفوارق الاجتماعية وتنمي الحواجز
النفسية واللغوية بين المريدين ،نهايك عما يمثله «شخص الشيخ» والطريقة الصوفية
ذاتها من عوامل استقطاب ثقافي وروحي يتجلي في المواسم الدينية السنوية التي
يشد إليها المريدون الرحال من كل البلاد العربية والأفريقية( ،)77وهو ما من شأنه
أن يقوي العلاقات الثقافية السعودية مع دول منطقة القرن الأفريقي.
خامسا :سلبيات وتحديات العلاقات الدينية والثقافية السعودية مع دول منطقة
القرن الأفريقي:
إن واقع العلاقات الدينية والثقافية السعودية مع منطقة القرن الأفريقي ينذر
ببعض السلبيات والتحديات ،لعل أهمها:
1.1التعصب للعرق أو المذهب ،وما يستتبعه من شروخ بين المسلمين تضعف
الأوامر ،وتوغر الصدور بالإحن والضغائن ،وتزعزع ثقة المسلمين بعضهم
البعض ،وهذا ما يحتم ضرورة العمل من أجل اجتثاث جميع مظاهر العنصرية
ضد الإنسان السود في البلاد العربية ،وتشجيع العرب الأفارقة علي الاعتزاز
- 172 -