Page 175 - African-Issue 41Arabic
P. 175
وسلم أراد من هذا التدرج ذي الدرجات الثلاث أن يرمز إلي عصور ثلاثة يمر
بها المجتمع ،يبدأ تاريخه بمرحلة يحدث فيها تقبل الأفكار وإيداعها وتمثلها ،تليها
مرحلة تبلغ الأفكار إلي مجتعات أخري ثم تعقب مرحلة يتجمد فيها عالم الأفكار
فيصبح ليست لديه أدني فاعلية ثقافية ولا دينية ولا اجتماعية.
وهذا ما يحتم علي صانع القرار السعودي أن يسعي لتعزيز العلاقات الدينية
والثقافية مع دول منطقة القرن الأفريقي بشكل خاص ،وباقي دول قارة أفريقيا بشكل
عام ،التي اصطنعت بصبغته الخالصة ،منذ أن اعتق العرب هذا الدين وانطلقوا به
في الآفاق ،يحملون إلي الناس شرئعه وشعائره مع الحرف العربي الذي نزل به
القرآن الكريم ،وتلقفه شعوب هذه القارة بشغف ،واعتنقته بصدق ،وتلازم الثقافة
العربية مع الدين الإسلامي تلازم لا انفكاك له ،ومن ثم فإن الوعاء الحاضن لهذه
العلاقات سيكون الدين اولاً ،واللغة العربية ثانياً ،ثم تأتي العوامل الثقافية الأخري
مكملة ومتممة.
رابعاً :إيجابيات العلاقات الدينية والثقافية السعودية مع دول منطقة القرن الأفريقي
التشابه بين السعوديين وقاطني دول منطقة القرن الأفريقي في بعض أنماط
الفنون والفن أكثر التصاقا بكينونة الأمم ،وتعبيراً عن ثقافاتها ووجودها ماضيها
وحاضرها وأفراحها وأتراجها وهزائمها وانتصاراتها ،وأقدر علي توحيد أذواقها
وتحريك مشاعرها .الحركات الإسلامية وما مثلته من إسهام ثقافي وحركي ،قفز
بالعلاقات الثقافية بين الجماعات الإسلامية المنصوبة تحت لوائها إلي مستوي كبير
من التجانس الفكري ،والقائم علي محاولة السير علي منهج واحد من الفكر والحركة
رغبة في توحيد الرؤية ورص للصف ،مما عزز العلاقات الثقافية بين أتباع هذه
الحركات في المملكة العربية السعودية ودول منطقة القرن الأفريقي علي أقل
تقدير(.)70
المنظمات والجمعيات الإسلامية التي تركز جهودها علي نشر الثقافة العربية
الإسلامية في أفريقيا عبر ممارسة الدعوة لله تعالي ،ونشر اللغة العربية ،مما
- 170 -