Page 174 - African-Issue 41Arabic
P. 174
أنه بتوفير المياه لشعوب الساحل الألإريقي تسهم المملكة بانخفاض معدل
الوفيات بين الأطفال بنسبة %30وانخفاض نسبة المصابين بالأمراض المعوية
بين الكبار إلي %50مما يعد نجاحا منقطع النظير.
3.3القنوات الشعبية :إلي جانب ما قدمته المملكة العربية السعودية عن طريق
القنوات الرسمية التي سبقت الإشارة إليها ،وجه خادم الحرمين الشريفين «الملك
عبد الله» بتشكيل لجنة شعبية لجمع التبرعات من المواطنين السعوديين لمديد
العون إلي إخوانهم الأفريقيين المتضررين من المجاعة والكوارث الطبيعية
والبشرية .وقد بلغ ما جمع في هذا المجال 366مليون ريال اشتري بها وأرسل
أكثر من 741طن من الحبوب والمواد الغذائية المختلفة وكميات كبيرة من
الملابس والأغطية والخيام وعدد من سيارات الإسعاف والنقل والإغاثة إلي
أكثر من ثلاثمائة مليون وخمسمائة ألف متضرر في أفريقيا وحدها ،وخاصة
في السودان والصومال وموريتنانيا ومالي والنيجر وجيبوتي وجزر القمر
والمغرب وكينيا ،وقد لعبت جمعية الهلال الأحمر السعودي دوراً كبيراً وإيجابياً
في نقل هذه المواد والأدوات وتوزيعها علي المحتاجين من المتضررين في هذه
المناطق المنكوبة كما استخدم في هذه العمليات أكثر من 180طبيبيا وصيدليا
ومساعداً فنياً وإدارياً( ،)69ولقد كان لهذه المساعدات والمعونات المتعددة أثر
طيب علي المستوي الرسمي والشعبي في جميع أنحاء أفريقيا.
إن الثقافة في طبيعتها إما أن تكون في حال حركة خلافة تتجلي في التأثير
والتأثر المتبادل مع الثقافات الأخري ،أو تكون في حالة انعزال تبعه تقلص وانكماش
وهو ما أرشد إليه الحديث النبوي «مثل ما بعثني الله به من الهدي والعلم كمثل
الغيث الكثير ،أصاب أرضنا فكانت منها بقعة قلبت الماء ،فأنبتت الكلأ والعشب
الكثير ،وكانت منها بقعة أمسكت الماء فنفع الله عز وجل بها الناس فشربوا منها
وسقوا ورعوا ،وكانت منها طائفة قيعان لا تمسك ماء ولا تغبت كلا» متفق عليه.
يقول البعض مالك بن نبي معقباً علي هذا الحديث ،وكان النبي صلي الله عليه
- 169 -