Page 27 - African-Issue 41Arabic
P. 27
وعلى أيتها حال فقد كانت هذه الطرق تستعمل للتجارة في حالة السلم ولنقل
العتاد والأفراد وقت الحرب ،ولا نعلم في تلك الفترة هل كان هناك جسور تعبر
الأنهار ام كان العبور بواسطة جسور متنقلة مصنوعة من جذوع النخيل والأشجار.
وكذلك ووجد بسواحل المملكة طرق للسفن التي يتم بواسطتها نقل البضائع
وتصديرها ،فقد حفظ لنا بليني أنباء البعثة الاستكشافية التي أرسلهل يوبا الثاني إلى
جزر كناريا وفيها يقول «إن تلك السفن قد سارت من جزيرة الأرجوان (الصويرة)
إلى جزر كناريا ،متتبعة التيارات البحرية ،وعلى ذلك فإن هذه السفن كانت معدة
لمثل هذه الرحلات الطويلة في أعالي البحار ،كما أنها كانت مشحونة أو مزودة
على الأقل بما يلزمها من البحارة المهرة المدربيينن ومن المحتمل أن تلك الرحلات
قد تكررت عدة مرات ،ولا يستبعد أن يكون يوبا الثاني الذي وجد الجزر خالية
من السكان قد أرسل إليها من يعمرها»( )86وهكذا وجدها المستكشفون الأسبان بعد
سبعة عشر قر ًنا.
ي -التجارة :
كانت القاعدة الأساسية في التجارة خاصة الداخلية هي المبادلة ،ولكن الخارجية
سواء بين مدن المملكة أو المملكة والممالك والدول الاخري فكانت توجد العملات
لتبادل التجاري ،فقد كانت مملكة يوبا الثاني بجناحيها تنتظم سواحلها بسلسلة من
المدن التجارية التي ورثها ملوك المور عن الفينيقيين والقرطاجيين ،والتي تبدأ
من صلداي (( )Saldaeبجاية) على البحر الأبيض المتوسط وتنتهي بسلا على
النهر الذي يحمل أسمها ويصب في المحيط الأطلنطي مرو ًرا بمرتفع الميتاكونتيس
( )Cap Métagonitisوخليج المتاجر( ،)87( )Golf des emporiaإضافة إلى
المواقع الداخلية مثل بناصا ووليلي( ،)88اللتين كانتا أهلتيين بالمعمرين والفلاحين
الورومانيين والايطاليين من قدماء المحاربين والفرسان أصحاب الصفقات التجارية
الذين ذكرهم بليني وعجب من جهلهم لخيرات الاطلنطي(.)89
فقد تم العثور على جدران في معمل لصنع الأدوات الحديدية تحمل كتابات؛
هي عبارة عن أسماء زبائن المعمل وأنواع المنتجات التي كانوا يشترونها وكميات
- 22 -