Page 25 - African-Issue 41Arabic
P. 25
المحلية الملون أو غير الملون يحافظ بإصرار على عادات قيمة عند السكان،
والتقليد والاقتباس لهذه العادات في القرون القديمة من الأمور المس َلم بها ،إذ نري
هذا التقليد والاقتباس في وقتنا الحاضر في مثل هذه الآنية من براريد وفناجين للقهوة
وحمالات الشموع وغيرها(.)76
ح -صناعة الأخشاب
كان الخشب بصفة خاصة له مكانته الاقتصادية في مملكة «يوبا الثاني» وابنه
«بطليوس» ،فقد كانت الغابات الطبيعية تكسو جبال الأطلس وكثير من سفوحه؛
فكانت تمد البلاد بمختلف أنواع الأخشاب وبكمية وفيرة ،وقد روى الكتاب القدماء
أمثال «بليني» بأن الملك بطليموس كان يباهي بانه يملك مائدة ذات حجم كبير
تتكون من قطعة واحدة من الخشب ،وقد كانت الأخشاب إحدى صادرات المملكة،
وتدر أربا ًحا كبيرة على تجارها ،وربما كان ثراء وليلي وأصحاب منازلها الجميلة
من وراء تجارة الاخشاب(.)77
وإذا كانت غابات الأرز والصنوبر والعرعار والستروس تكسو جبال الأطلس
والريف ،فإن غابات البلوط كانت تكسو مساحات شاسعة من سهول الغرب(،)78
وتمتاز المملكة بوجود غابات أشجار الأركان (الهرجان) والتي لا تزال موجودة في
جنوب مملكة المغرب حتي اليوم ،حيث انها لا توجد في مكان أخر في العالم(.)79
وبسلا أزدهرت صناعة نقش الخشب ( )Marquéterieوهي صناعة يدوية
جميلة كانت تعتمد على خشب الأرز بغابة أزرو وغابة المعمورة ،والعاج الذي
كان يوجد قري ًبا منها؛ لأن الفيلة كانت كثيرة الوجود قرب المدينة ،كما ذكر “بليني”
و”سترابون”(.)80
ط -النشاط العمراني :
أما النشاط العمراني فيمكن ان نلمسه في هندسة المدن في مملكة موريتانيا خلال
عصر الملوك الموريين ،فكثير من المنازل تظهر عليها ملامح الطراز الهلينستي،
سواء في وليلي أو ليكسوس وسلا ،وقد كتب «بوب» ( )Boubeمقالاً عن الطرز
المختلفة في العمارة المورية المعاصرة ليوبا الثاني ،ووضح بالصور الأعمدة ذات
- 20 -