Page 23 - African-Issue 41Arabic
P. 23

‫ومن الفخاريات أيضا مصنع القرمود (‪ )Tuilerie‬الذي كشفت عنه التنقيبات‬
‫في مدينة «جليدا» (‪( )Gilda‬سيدي قاسم العتيقة بالمغرب حال ًيا)‪ ،‬والملاحظ ان‬
‫كل هذه المصنوعات من فخاريات وقرميد قد تجمعت في الشمال تحت قيادة واحدة‬
‫كانت تقيم في ليكسوس كما يقول «توفنو» (‪ ،)Thouvenot،R‬وإذا كان الباحثون‬
‫والمنقبون يذكرون أسماء بعض الأباطرة على شظايا من هذه المصنوعات‪ ،‬فلا شك‬

  ‫أنها تكون قد استولى عليها هؤلاء الأباطرة بعد ضم المملكة لحوزة الرومان(‪.)68‬‬

‫ووجد نوع آخر من الصناعات الفخارية التي لا شك في أن وجدودها دليل على‬
‫حركة اقتصادية هامة وهي صناعة الجرار (الأمفورات ‪ ،)Amphores‬والتي كانت‬
‫تصدر بها الزيوت والخمور والحبوب والمملحات (‪ )Salaisons‬والمنقوعات‬
‫(‪ )Garum‬إلى الخارج‪ ،‬وهذه الجرار يعثر عليها بكثرة في كوتا وببقايا السفن‬
‫الغارقة بسواحل “بروفانسا” (‪ )la Provence‬الأمر الذي يدل على وجود طريق‬
‫بحرية تجارية تصل طنجة بمرسيليا بفرنسا و”اوستيا” (‪ )Ostia‬بإيطاليا كما يقول‬
‫“بنوي” (‪ ،)69( )Benoit‬ويذكر «بونسيك» أن أهم مصنع للأمفورات كان يقع‬
‫بجوار مدينة طنجة(‪ ،)70‬وكانتا بناصا ووليلي تصنعان من الأمفورات ما تحتاجان‬
‫إليه للتخزين السنوي للقمح(‪.)71‬ويتضح مما سبق أن الملك يوبا الثاني نظر بعين الجد‬

                                                  ‫إلى تطوير مملكته وتدعيمها‬

‫بالصناعات‪ ،‬فكانت الصناعات الخزفية تصنع بأيدي محلية وكانت تزود البلاد‬
‫والناس بالأدوات المنزلية الضرورية‪ ،‬ووجود مصانع الآجر والقرميد والجرار‬
‫دلالة ليس حسب توافرها ووجودها ولكن دلالة على ما كانت تحويه من إنتاج‬
‫محلي يبعث للخارج‪ ،‬وقدمت لنا الحفائر الأثرية أيضا نماذج متنوعة من الصناعات‬

                             ‫الزجاجية من بينها أكواب وصحاف ومصابيح(‪.)72‬‬

‫كان للسكان آنية يضعون بها طعامعهم ويستخدمونها في حياتهم اليومية‪ ،‬ومن‬
‫هذه الأواني الفخار بنوعيه؛ الصنف الأول وهي القدور والصحاف والصحون‬
‫والزلافات والأقداح والكؤوس ذات المقبض أو بدونه‪ ،‬والقناديل وغيرها لها مظهر‬
‫ذو لون ضارب للرمادي أو الأسمر أو الأسود‪ ،‬وهي بقية من الآنية التي يعثر علي‬

                                  ‫‪- 18 -‬‬
   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28