Page 418 - African-Issue 41Arabic
P. 418
فمن بين المؤشرات الإحدى عشر هناك أربعة مؤشرات حصلت على وزن مرتفع،
فضلا عن ذلك هناك مؤشرين حصلا على وزن متوسط.
وبمقارنة المتوسط العام للمؤشرات الثقافية نجدها قد حصلت على وزن مرتفع
نسبيا مقارنة بالمؤشرات السابقة الاجتماعية والاقتصادية .وربما يعود ذلك في تقدير
الباحثة إلى أن العمل الثقافي يحظى بشهرة وانتشار أوسع من الأنشطة الأخرى التي
تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني ،فلربما لا يستفيد من البرامج الاجتماعية أو
الاقتصادية إلا عدد قليل من ذوي الحاجات المرتبطة بتلك الخدمات مثل كفالة الأيتام
والأرامل والمطلقات وباقي صور الانشطة الاجتماعية والاقتصادية ،أما العمل
الثقافي فجماهيره واسعة مقارنة بالنشاط الاجتماعي أو الاقتصادي.
والحقيقة أن نشاط مؤسسات المجتمع المدني في المجال الثقافي من الأمور
المهمة للغاية والتي لم تركز عليها الدراسات السابقة كثيرا ،وتنبع أهمية هذا المجال
في الوقت الراهن في ظل التحديات التي يعيشها المجتمع المصري بعد ثورة يناير
ويوليو الأخيرتين ،فمع الاعتراف بأهمية الأدوار الاجتماعية والاقتصادية في
المجال التنموي لعمل مؤسسات المجتمع المدني ،إلا أن العمل الثقافي لا يقل أهمية
عن نظيره الاجتماعي والاقتصادي ،وذلك لحساسية الظروف والأوضاع التي يمر
بها المجتمع في الوقت الراهن.
المتابع للأحداث وما يجري على الساحة المجتمعية يدرك جيدا أن مصر تتعرض
لمؤامرة مركبة تقودها أطراف في الداخل والخارج ،وتعد حرب الإشاعات ومحاولا
تزييف الوعي جزء مهم من تلك المؤامرة ،فمع اتساع نطاق تأثير الفضائيات ودخول
مواقع التواصل الاجتماعي حلبة التأثير الإعلامي على نطاق واسع ،أصبح من المهم
أن تحدث حركة ثقافية واسعة النطاق ،حركة لا نكتفي فيها بأدوار مؤسسات الدولة
الرسمية ،بل تدخل فيها أيضا مؤسسات المجتمع المدني لعدد من الأسباب ،لعل من
أهمها التراجع الملحوظ لمؤسسات الدولة في المجال الثقافي العام ،فمؤسسات الدولة
الرسمية وفي مقدمتها الجهاز الإعلامي للدولة ووزارة الثقافة منشغلة حقيقة الأمر
- 413 -