Page 416 - African-Issue 41Arabic
P. 416
حيث أظهرت النتائج الميدانية أنه من بين المؤشرات الاقتصادية الاحدى عشر هناك
ثلاث مؤشرات فقط حصلت على وزن متوسط ،في حين حصلت باقي المؤشرات
على وزن منخفض للغاية أو منخفض.
والملاحظة المهمة التي يمكن رصدها على النتيجة السابقة هو الضعف الذي
تعاني منها مؤشرات الاستدامة في المجال الاقتصادي ،فإذا ما أخذنا في الاعتبار_
وكما أشارت الباحثة في التمهيد السابق_ أن المكون الاقتصادي في العملية التنموية
يعد حجر الزاوية في العمل التنموي على وجه العموم ،فإن الأوزان التي حصلت
عليها مؤشرات الاستدامة في الانشطة الاقتصادية لمؤسسات المجتمع المدني تؤكد
على أن هذا القطاع يعاني من ضعف شديد لا يتناسب مطلقا مع الاعتقاد السائد حول
الدور الاقتصادي لمؤسسات المجتمع المدني ومع توقعات الباحثة على المستوى
الشخصي.
لقد رصدت النتائج الميدانية تدني شديد في سبعة مؤشرات من المؤشرات التي
تضمنهم مقياس الدراسة ،وهو ما يعني أن %63.6من إجمالي المؤشرات الخاصة
بالأنشطة الاقتصادية لم تحقق المستوى المطلوب منها ومن ثم جاء دور المؤسسات
فيها على غير المأمول والمتوقع.
والملاحظة الثانية التي تكشف عنها البيانات السابقة أن المؤشرات التي
حصلت على وزن متوسط يمكن النظر إليها على أنها تمثل أدوارا تقليدية لمؤسسات
المجتمع المدني ،أما المؤشرات التي تحيل إلى أدوار غير نمطية يمكن أن تحدث
فارقا اقتصاديا بالنسبة لمجتمع البحث فلم تحظي بوزن مقبول من تلك المؤشرات:
المشاركة في مشروعات البنية الأساسية ،المشاركة في صيانة مشروعات النفع
العام ،تأهيل حديثي التخرج لسوق العمل ،المنح والقروض الصغيرة ،الانشطة التي
تصب في مجال مكافحة الفقر .لقد جاءت أوزان تلك المؤشرات من الضعف الذي
يمكن معه القول بأن مؤسسات المجتمع المدني لا تمارس دورا فاعلا في تحقيق
التنمية المستدامة في المجال الاقتصادي.
- 411 -