Page 110 - AFRICAN STUDIES 2013

‫ما لسكان روما من الحقوق‪ ,‬وكون حلف كانت روما هي زعيمته‪ ,‬وهكذا خاضت‬
‫روما عدة حروب مع جميع المدن المجاورة لها‪ ,‬وبذلك أصبحت روما سيدة إيطاليا‬

‫الممتدة من بلاد الغال في الشمال إلي المقاطعات اليونانية في الجنوب‪.‬‬

‫بدأ الاحتلال الروماني لبلاد المغرب بسقوط قرطاجة عام ‪146‬ق‪.‬م‪ ،.‬وتحويل‬
‫إقليمها لولاية رومانية في نفس العام بعد أن خاض الطرفان ثلاث حروب استمرت‬
‫من عام ‪264‬ق‪.‬م‪ .‬إلي ‪146‬ق‪.‬م‪ .‬عرفت بالحروب البونية(‪ ,)1‬وقد بدأ الصراع‬
‫بين الطرفين عندما تعارضت مصالحهما السياسية والاقتصادية في الحوض‬
‫الغربي للبحر المتوسط‪ ,‬تحديداً بعد أن كان الرومان قد احتلوا معظم شبه الجزيرة‬
‫الإيطالية(‪ ,)2‬وأصبحت لهم بذلك ممتلكات في جنوب الجزيرة تواجه مناطق النفوذ‬

‫القرطاجي في البحر المتوسط(‪.)3‬‬

‫وتجدر الإشارة إلي أن هذا الصراع كانت تسبقه علاقات أقرب إلي الود‬
‫منها إلي الصراع‪ ،‬بدليل المعاهدات التي أبرمت بين الطرفين قبل ثلاثة قرون من‬
‫اندلاع الحرب؛ بهدف تحديد منطقة نفوذ كل منهما أولاً‪ ,‬ثم الحقوق والواجبات‬
‫المتبادلة بينهما في مجال ممارسة النشاط التجاري ثانياً‪ ,‬ويرجع تاريخ أول معاهدة‬
‫إلي عام ‪ 508‬ق‪..‬م‪.‬؛ وكان من أهم بنودها؛ أن تكون لروما السيادة علي شاطئ‬
‫«لاتيوم» بشرط ألا تسير سفنها في البحر المتوسط غربي قرطاجة‪ ,‬ولا ترسو‬
‫سفنهم في جزيرة «سردينيا» إلا لفترات قصيرة للتصليح أو التموين(‪ ،)4‬تلاها عدد‬
‫من المعاهدات كان أهمها معاهدة عام ‪306‬ق‪.‬م‪ .‬والتي كانت تحد من نشاط كل‬
‫طرف في منطقة نفوذ الآخر وتحديداً في مناطق الصدام‪ ,‬فقد ح ّرمت هذه الإتفاقية‬
‫علي قرطاجة أن تتدخل في إيطاليا مقابل أن تمتنع روما عن التدخل في جزيرة‬
‫صقلية المواجهة للطرف الجنوبي لشبه الجزيرة الإيطالية والتي تعتبر منطقة نفوذ‬

‫قرطاجي(‪.)5‬‬

‫اقتصر دور قرطاجة بالسيطرة علي الجزء الغربي لجزيرة صقلية‪ ،‬بعد‬
‫حروب استمرت لعدة سنوات بينها وبين الإغريق‪ ,‬واستولي «جيلون» ‪Gillon‬‬
‫القائد الإغريقي علي «سيراكوزا «‪ Syracusas‬عام ‪485‬ق‪.‬م‪ .‬وجعل منها‬

‫‪- 102 -‬‬