Page 111 - AFRICAN STUDIES 2013
P. 111

‫أغني مدينة في العالم الإغريقي‪ ,‬وتحالف مع «تيبرون» حاكم مدينة «أقريجنتي»‬
‫‪ ogregnta‬الإغريقية أيضاً؛ وكونوا جبهة يونانية شديدة الخطر علي الفينيقيين‪,‬‬
‫وتأزمت الأمور شيئاً فشيئاً طيلة سنوات عديدة‪ ,‬تكبدت خلالهما قرطاجة خسائر‬
‫عديدة‪ ,‬وفي عام ‪289‬ق‪.‬م‪ .‬اغتنم القرطاجيون فرصة الحروب الداخلية في‬
‫«صقلية» وموت «أغاثوكليس» ‪ Agathocles‬قائد مدينة «سيراكوزا» للتدخل في‬
‫«صقلية» من جديد؛ فحرروا المدن المحتلة وأرجعوا «سيراكوزا» إلي حدودها‬
‫الأصلية‪ ,‬بالإضافة إلي أن قرطاجة كانت تسيطر علي معظم الجزر غربي البحر‬
‫المتوسط مثل «مالطة «‪ Melita‬و»كورسيكا» ‪ Corsica‬و»ساردينيا» ‪Sardinia‬‬

                                                        ‫وليباري» ‪.)6(Libari‬‬

‫بعد أن بسطت روما نفوذها علي إيطاليا لم تكن مطمئنة لوجود المستعمرات‬
‫اليونانية في الجنوب؛ لسلامتها من جهة ورغبتها في مواصلة الفتح من جهة أخري‪,‬‬
‫فخيرت «المدن اليونانية العظمي» ‪ Magna Graecia‬بين الحرب وبين محالفتها حلفاً‬
‫تقر فيه لروما بالزعامة‪ ,‬وفضلت مدن «تورياي» ‪ Thurii‬و»لكري» و»كروتونا»‬
‫أن تحالف روما علي أن تقبل روما دمجها في المدن المترومنة (الإيطالية) لكن‬
‫«تارنتوم» وقفت موقف المعادي واستعانت بـ»ـبيروس» ‪ Pyrrhu‬ملك مدينة‬
‫«أبيروس ‪ Epirus‬اليونانية» الذي غزا إيطاليا تلبية لطلب سكان مدينة «تارنتوم»‬
‫الإغريقية في جنوب غرب إيطاليا‪ ,‬ورأي في ذلك فرصة لمحاربة روما وبذلك‬
‫يتخلص من الخطر الذي يهدد الممتلكات الإغريقية من الغرب‪ ,‬كما سبق وأن خلّص‬
‫الأسكندر الأكبر اليونان من الفرس في الشرق‪ ,‬فعبر «بيروس» البحر»الأدرياتي»‬
‫عام ‪281‬ق‪.‬م‪ .‬علي رأس خمسة وعشرين ألفاً من الجنود المشاة‪ ,‬وثلاثة آلاف‬
‫من الفرسان وعشرين فيلاً‪ ,‬والتقي بالرومان عند»هرقلية» ‪ ,Heracleia‬وانتصر‬
‫عليهم ولكنه فقد الكثير من قواته‪ ,‬وانتظر العون من إغريق إيطاليا‪ ,‬ولكن نظراً‬
‫لتأخر الإمدادات دخل في تفاوض مع الرومان‪ ,‬وأوشك مجلس الشيوخ الروماني‬
‫علي الموافقة‪ ,‬ولكن «بيروس» فوجئ بـ»أبيوس كلوديوس»‪,Appius Claudius‬‬
‫الشيخ الأعمي المسن الذي اعتزل الحياة العامة ويقوم بالإشراف علي الموتي‪ُ ,‬يحمل‬

                                  ‫‪- 103 -‬‬
   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115   116