Page 206 - 2015-37
P. 206
ولكل عنصر من عناصر المناخ تأثيره الواضح على النشاط السياحى ،فإذا كانت
الحرارة والرطوبة تحددان درجة راحة اإنسان فى مكان ما ،فإن درجة الحرارة وحدها
إذا ماارتفعت أصابت اإنسان باإجهاد الحرارى وضربة شمس ويمكن أن تؤدى به
إلى الموت .وأظهرت دراسات عديدة أن درجة الحرارة المثلى لصحة اإنسان وراحته
أثناء تساقط اأمطار تكون بين ˚ 30–25م ،وإذا مازادت أو نقصت يدفع جسم اإنسان
بصورة تلقائية إلى إعادة توازنه الحراري وهذا يمثل لجسده جهداً .وتؤثر درجة
الحرارة المرتفعة على أنواع اأمراض التي تصيب اانسان وهي الضربة الحرارية
واأوديما وتورم اأقدام أو اأيادي ،ومع الرطوبة العالية تؤدي الى اإجهاد والتعب
واإحساس باإرهاق وصعوبة التنفس (رشيد ،2012 ،ص .)4كما أن الهواء النقي يعد
من عوامل راحة اإنسان وما زال أحد العوامل الرئيسة في تحديد مواقع المنتجعات
والمضايق الجبلية بالدرجة اأولى .أما أشعة الشمس فإن عدد ساعات السطوع من
العوامل الهامة للجذب السياحى خاصة للزائرين القادمين من دول شمالى أوربا وآسيا
وكندا وهو السوق اأكبر للسياحة فى العالم ،فانعدام سطوع الشمس فى هذه الدول لما
يقرب من نصف العام يجعل سكانها يبحثون عن أكثر اأماكن سطوعاً للشمس لزيارتها.
وتعد الرياح عاماً مهماً أيضاً من عوامل الجذب السياحى فالزيادة عن المعدل الطبيعي
لسرعة الرياح تؤثر على راحة اإنسان ويتسبب فى الشعور بالضيق وتسبب الرياح
الشديدة المصاحبة لأعاصير تدمير العديد من المنتجعات وتسبب خسائر بمليارات
الدوارات كل عام .ومع كل هذه العناصر وتأثيرها على السياحة إا إنه يمكن أن
يختلف شعور اإنسان بالراحة نظراً اختافات في العمر والحالة الصحية والنشاط
البدني ونوع وكمية المابس ودرجة تأقلم الفرد مع المناخ (.)Ayoade, 2004
وبالتالي فأى تغير فى عناصر المناخ له تأثيرات على صناعة السياحة في
شرقى أفريقيا ا سيما في المناطق الساحلية والجبلية ،وعلى سبيل المثال اقترنت
ظاهرة النينو( ENSO)7لعام 1998/1997بالحلقة البيضاء المرجانية التي لوحظت
في المحيط الهندي والبحر اأحمر وأدت إلى فقدان %30من الشعاب المرجانية
وانخفضت السياحة في مومبسا وزنجبار على أثر ذلك ،وتسببت في خسائر مالية
ضخمة فى تنزانيا(.)IPCC, 2007
- 201 -