Page 357 - 2015-37
P. 357
لقد شهدت قضية «مياه النيل» في اآونة اأخيرة تطورات سلبية نحو تصعيد
المنحى الصراعي في العاقات الهيدروبوليتيكية بين دولتي المصب والمجرى
(مصر والسودان( ))5من جانب ،ودول المنابع من جانب آخر ،حتى وصلت تلك
التطورات إلى درجة كبيرة من التصعيد السياسي ،حيث أقدمت ست دول من المنابع
النيلية بالتوقيع بشكل منفرد على ااتفاقية اإطارية لتأسيس مفوضية حوض النيل،
دون اأخذ في ااعتبار اعتراض دولتي المصب والمجرى ،ليكتمل بذلك النصاب
القانوني للدول الموقعة على اتفاق عنتيبي.
ولقد ساهمت التطورات اأخيرة في قضية مياه النيل في تأزيم الموقف ،واسيما
في ضوء استدعاء مقوات «حرب المياه» –الوشيكة -التي وردت غير مرة في
تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا الراحل «ميليس زيناوي» .وبالتوازي مع تلك
التطورات؛ جاء إعان إثيوبيا -بشكل أحادي الجانب -في عام 2011عن اعتزامها
بناء عد ٍد من السدود التخزينية على النيل اأزرق بمواصفات فنية من شأنها تهديد
اأمن المائي المصري .وشرعت إثيوبيا بوضع حجر أساس أول تلك السدود ،وهو
«سد النهضة» في 2أبريل ،2011لتبدأ منذ ذلك التاريخ حلقة جديدة من حلقات
التفاوض إدارة الصراع المائي بين مصر وإثيوبيا.
وانطا ًقا مما سبق ،تتحدد اإشكالية البحثية لهذه الدراسة في بحث وتحليل
المكانة التي تحتلها قضية مياه النيل ضمن مصفوفة القضايا التي تشغل السياسة
الخارجية المصرية .بعبارة أخرى ،تسعى الدراسة لإجابة عن عد ٍد من التساؤات
البحثية من قبيل:
−ما أهمية القضية المائية ضمن مصفوفة قضايا أجندة السياسة الخارجية
المصرية؟
−ما هي اأسس والمنطلقات السياسية وااستراتيجية وااقتصادية الحاكمة
للتحرك المصري تجاه قضية مياه النيل؟
−ما هي أبرز التوجهات العامة للسياسة المصرية تجاه قضية مياه النيل؟.
- 352 -