Page 362 - 2015-37
P. 362
المصادر اأخرى -كاأمطار والمياه الجوفية وتحلية مياه الصرف الزراعي
والصحي -أكثر من %5-3.5على أحسن تقدير .ولذلك ،فإن أ َي نق ٍص في كمية المياه
التي ترد إلى مصر من نهر النيل تؤثر تأثي ًرا سلب ًيا ومباش ًرا في إنتاجها الزراعي
والصناعي .ولذلك ،تعتبر حصة مصر من مياه النيل هي الحد اأدنى المطلوب لسد
ااحتياجات المائية ،وذلك على عكس جميع دول حوض النيل اأخرى التي تسقط
عليها أمطا ٌر غزيرةٌ ،وتتوافر لديها كميا ٌت هائل ٌة من المياه الجوفية ،وأنها ٌر أخرى
عديدةٌ(.)14
فمن المقطوع بصحته ،أن نهر النيل كان دوماً هو أصل وأساس الحياة في
مصر التي كانت وا تزال هبة النيل.
وتشير مختلف الدراسات التي ُعنيت بتحديد مصادر إيرادات نهر النيل إلى
أنه يحصل على إيراداته المائية من مصدرين هما :هضبة البحيرات ااستوائية،
والهضبة اإثيوبية .فبالنسبة لهضبة البحيرات ااستوائية ،فإنها تبدأ من ببحيرة
فيكتوريا بوصفها كبرى البحيرات الطبيعية العذبة في العالم وتبلغ مساحتها نحو 69
ألف كيلو متر مربع ،وتبلغ كمية المياه التي تتجمع فيها سنو ًيا نحو 118مليار م،3
وا ينصرف منها سوى 23.5مليار م 3في نيل «فيكتوريا» الذي يشكل المخرج
الوحيد لمياه البحيرة عبر عد ٍد من الشاات تسمى شاات «ريبون» وشاات
«أوين».
أما الرافد الثاني للنيل؛ وهو اأهم؛ فهو النيل اأزرق الذي تنحدر مياهه من
الهضبة اإثيوبية الشاهقة التي ترتفع نحو 1800متر عن سطح البحر .ويبلغ إيراد
النيل اأزرق عند الخرطوم ،عند التقائه بالنيل اأبيض في منطقة (المقرن) نحو 54
مليار م ،3يصل منها إلى أسوان نحو 48مليار م.)15( 3
ومن هنا تتضح أهمية النيل اأزرق بوصفه المانح اأكبر للمياه الواردة إلى
النيل المصري ،الذي يسهم بنحو %86من اإيراد (مقابل %14فقط لهضبة البحيرات
ااستوائية) .لذلك ،فإن «جمال حمدان» كان مح ًقا حين قال« :إذا كانت مصر هبة
النيل ،وإذا كان النيل هبة الفيضان ،فإن مصر هبة فيضان النيل اأزرق»(.)16
- 357 -