Page 386 - 2015-37
P. 386
الخاتمــة :
يتعين أن تشهد السياسة الخارجية المصرية خال الفترة المقبلة تنوي ًعا في
توجهاتها الخارجية ،بما يحقق ااستجابة للمتغيرات التي تفرزها البيئتين الداخلية
والدولية .ولتحقيق التكيف مع تلك المتغيرات والمستجدات ،يجب أن تقوم الدبلوماسية
المصرية بإعادة ترتيب دوائر التحرك الخارجي المصري واستحداث دوائر جديدة،
اأمر الذي يعيد لمصر «توازن المكانة اإقليمية والدولية» ،وبما يحفظ لمصر أمنها
القومي.
ولذلك ،فإن مقتضيات المصلحة القومية المصرية تستلزم ضرورة إعادة
إحياء بعض الدوائر التقليدية في السياسة الخارجية المصرية؛ وعلى رأسها الدائرة
اأفريقية والدائرة النيلية ،بوصفهما دوائر اأمن القومي اأهم لمصر ،فضاً
عن كونهما دوائر المصالح ااستراتيجية العليا لمصر ارتباط بقاء وحياة الدولة
المصرية والمصريين بهاتين الدائرتين.
بيد أنه من المهم في إطار تنشيط وتكثيف مستوى ااهتمام بهاتين الدائرتين؛ أن
تستفيد الدبلوماسية المصرية من أخطائها الماضوية في التعامل مع اأفارقة ،والتعلم
من كبوات الماضي ،وتجاوزها من خال ابتكار رؤى وآليات جديدة ،واأهم تطوير
أسلوب تكنيك العمل في تلك الدوائر.
إا أن ذلك سيكون ره ًنا بالكيفية التي سيتم بها «تخطيط» و»صنع» و»تنفيذ»
السياسة الخارجية المصرية تجاه قضية مياه النيل في المرحلة القادمة.
- 381 -