Page 381 - 2015-37
P. 381
والثقافية ،والفنية ،والديمجغرافية ،واأنثروبولوجية أي ًضا .وثانيهما :شمول
الفاعلين ،أي إشراك مختلف القوى والتيارات المجتمعية في قضية مياه النيل،
بوصفها واحدة من القضايا ااستراتيجية الحيوية لمصر ،والتي يتعين إدارتها
وفق المنهج التشاركي ( )Participatory Approachأي أن يتضافر في إدارة
هذا الملف الخطير مختلف الفواعل المجتمعية ،الحكومية وغير الحكومية،
ومراكز البحث العلمي والجامعات ،ورجال اأعمال إعمااً لمبدأ «حوكمة
المياه» (.)Water Governance
« .4القانون وحده ا يكفي» :تلك المقولة يجب أن تكون واحدة من المرجعيات
التفاوضية الجديدة ،وواحدة من اأسس الحاكمة للسياسة النيلية لمصر مستقباً.
فقد رفضت دول منابع النيل جميع الحجج القانونية التي تنادي بها دولتي المصب
والمجرى (مصر والسودان) .بل وأكثر من ذلك ،فقد أثبتت خبرة التفاوض الفائتة
أن ااحتكام إلى النصوص والحجج واأسانيد القانونية أم ٌر ا َيحسم النزاع في
المواقف التفاوضية ،وا ُيعطي الغلبة لطرف على حساب اآخر ،واسيما أن
دول المنابع أوجدت لنفسها السند والمبرر القانوني –من وجهة نظرها -الذي
يس ِوغ لها التنصل من كل ااتفاقيات والمعاهدات السابقة التي ترتب لمصر
حقوقاً تاريخية في مياه نهر النيل .عاو ًة على أنها (أي دول المنابع) راحت
تنادي بإعمال مبدأ قانوني له وجاهته وهو «مبدأ تغير الظروف» ،كسن ٍد إعادة
النظر في كل ااتفاقيات النيلية التاريخية ،وكذا إعادة النظر في الكيفية التي يتم
بموجبها تقاسم المياه في حوض النيل.
.5التوظيف السياسي الف َعال لمفهوم «الحوض المائي الدولي» (International
،)Water Basinالذي تبنته دول حوض النيل العشر .و ُيقصد بـ «الحوض
المائي الدولي» حسبما ع َرفته المادة الثانية من قواعد هلسنكي بأنه« :مساحة
جغرافية تمتد على دولتين أو أكثر وتمدها روافد مشتركة تشكل تجمعاً للمياه،
سواء المياه السطحية أو الجوفية ،وتصب في مجرى مشترك».
انطاقاً من أن مفهوم «الحوض المائي» ( )Water Basinيدخل في اعتباره
- 376 -