Page 503 - 2015-37
P. 503

‫يعد ااعتقاد في اأولياء واللجوء إلى اأضرحة من المعتقدات السائدة لدى‬
‫الكثير من اأفراد‪ ،‬وخاصة الريفيين‪ ،‬حيث يلجأون إليهم لتفسير أسباب المرض‬
‫وطلب الشفاء منه‪ ،‬وذلك اعتقادهم بقدرة اأولياء على القيام بذلك‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من وجود نوع من التخصص بين اأولياء ‪ -‬والذي يتمثل في تمتع أحد اأولياء‬
‫بشهرة في عاج مرض معين ‪ ،‬وشهرة اأخر في عاج مرض أخر‪ -‬؛ إا أن ذلك‬
‫التخصص ا يمنع من إلتماس الشفاء منهم جمي ًعا بصرف النظر عن تخصصهم‬

                                                             ‫(خليل‪.)2006 ،‬‬

‫خاصة القول أن المعتقدات التي يعتقد بها الكثير من اأفراد لها دو ًرا ها ًما في‬
‫حدوث المرض وفي زيادة انتشاره‪ ،‬كما تلعب دو ًرا في تحديد نوعية العاجات التي‬

                           ‫يمكن اللجوء إليها لتماثل الشفاء من بعض اأمراض‪.‬‬

                                     ‫(‪ )3‬ثقافة المجتمع واختاف النظرة إلى المرض‬

‫لكل مجتمع نظرته الخاصة عن المرض‪ ،‬وهي نظره نسبية تختلف باختاف‬
‫الثقافات اإنسانية‪ ،‬بل وتتغير أي ًضا بتغير الحقب التاريخية اختاف رؤى الشعوب‬
‫وتصوراتها للحالة السوية الطبيعية التي من المفترض أن يكون عليها اإنسان‬
‫(بسنوسي‪ ،)2011،‬وفي ضوء ذلك يشير ‪ Ackerknecht‬إلى أن لكل ثقافة منظورها‬
‫وتصورها الخاص بها عن المرض‪ ،‬وذكر أن المرض وعاجه يعتمد على تحديات‬
‫المجتمع والحقائق ااجتماعية أكثر من اعتماده على الحقائق الموضوعية ‪ ،‬وبالتالي‬
‫نجد أن المرض مفهوم ثقافي في المرتبة اأولى‪ ،‬ويختلف من مجتمع آخر ومن‬
‫ثقافة أخرى‪ ،‬بينما يرى ‪ Foster‬أن الصحة والمرض ظواهر ثقافية مثلما هى‬
‫ظواهر بيولوجية‪ ،‬وأننا إذا أردنا دراسة الممارسات الطبية الموجودة في المجتمعات‬

                ‫التقليدية ابد أن ندرسها في إطار ونطاق الثقافة (أنور‪.)2005 ،‬‬

‫مما اشك فيه أن الثقافة لها تأثير ودور كبير في تصور وإدراك السكان‬
‫لظاهرة المرض‪ ،‬فالثقافة هي التي تحدد للمريض تقييمه وتصوره لحالته المرضية‬
‫وردود أفعاله تجاه المرض‪ ،‬فهو إما أن يذهب للطبيب أو يذهب للمعالج المحلي أو‬

                      ‫الساحر أو يتجاهل تماماً أعراض مرضه (أنور‪.)2005 ،‬‬
                                  ‫‪- 499 -‬‬
   498   499   500   501   502   503   504   505   506   507   508