Page 500 - 2015-37
P. 500
والحياة ،وهي تشكل مصد ًرا لإصابة بالعديد من اأمراض ،كما أن تكدس عدد كبير
من اأفراد في الغرفة الواحدة يساعد في نقل ونشر بعض اأمراض مثل أمراض
الجهاز التنفسي ،باإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة داخل المنزل مما
يجعله بيئة مناسبة لتكاثر الجراثيم (عبد الكريم .)2008،ويترتب أي ًضا على النمو
السكاني السريع الضغط على المرافق والخدمات العامة وخاصة في المدن ،وهذا
النمو السريع للسكان أدى إلى انتشار العشوائيات واإسكان الرديء التي تكتنفها
الظروف المعيشية السيئة فساعد ذلك على انتشار اأمراض بها (سليمان.)2013 ،
من ناحية أخرى ،يترتب على سوء التغذية ونقصها بوجه عام انخفاض نصيب
الفرد من السعرات الحرارية التي يجب أن يحصل عليها يوم ًيا ،وقد سجلت الكنغو
الديمقراطية كأدنى مرتبة بين الدول اإفريقية في حصول الفرد على أقل كمية من
السعرات الحرارية حيث ا تتعدى 1570سعر حراري ،ويرتفع بالكنغو الديمقراطية
نسبة السكان الذين يحصلون على معدل أقل من الحد اآدنى من السعرات الحرارية
ليصل إلى %75من أجمالي عدد السكان (سليمان.)2013 ،
في ضوء ما سبق نستنتج أن النمو السكاني السريع وما يصاحبه من زيادة
عدد السكان -في ظل الظروف ااقتصادية السيئة وعدم القدرة على شراء الوحدات
السكنية – يدفع الكثير من اأفراد إلى اإقامة في وحدة سكنية واحدة بشكل يجعل
مساحة الوحدة السكنية غير متناسبة مع عدد اأفراد المقيمين بها فيحدث التكدس
السكاني والذي بدوره يلعب دو ًرا ها ًما في نشر المرض.
( )2الهجرة
تؤثر الهجرة سواء كانت داخلية أو خارجية تأثي ًرا واض ًحا على النواحي
الديموجرافية والصحية سواء في المناطق المهاجر منها أو المهاجر إليها ،حيث أن
المهاجر يلعب دو ًرا ها ًما في نقل المرض من المنطقة النازح منها إلى المنطقة النازح
إليها ،ومثال ذلك «مرض النوم» الذي انتقل من موطنه اأصلي في شرق أفريقيا إلى
غربها نتيجة التحرك العسكري والتغيرات ااقتصادية وااجتماعية ،كما أن المهاجرين
من دارفور إلى أرض الجزيرة عادوا إلى أوطانهم حاملين معهم البلهارسيا المعوية
التي لم تكن موجودة في دارفور من قبل عام ( 1958سليمان.)2013 ،
- 496 -