Page 221 - 2016 - Vol. 40
P. 221
4ــ ورث السودان مشاكل حدودية قديمة وحديثة مع معظم جيرانه مع أفريقيا
الوسطى ( أم دافوق ) فلماذا جاء الاهتمام بمشاكل الحدود السودانية مع أثيوبيا
تحديداً ؟ إن الاهتمام بتلك المشاكل خاصة في منطقة الفشقة يرجع لأهميتها
الاقتصادية والإستراتيجية بالنسبة للسودان واثيوبيا (.)11
رابعاً :الاقتصاد الإثيوبي:
1 .1لقد مرت أثيوبيا زمناً طويلاً باقتصاد ضعيف متقلب بين احتكار العائلة
الإمبراطورية المالكة لكل شيء في كنف الإمبراطور هيلاسيلاسي مروراً
بعصر اقتصاد الفوضى والتناحر السياسي منذ سقوط الإمبراطور وبداية حقبة
منظومة حكم الجنرالات (أمان عندوم) ومن ثم حقبة اقتصاد الحرب الضروس
التي قادها الكولونيل (مانقستو) ضد ثوار اريتريا وتداعيات إقليم الأوقادين
اعتماداً على العوائد المتدنية لصادرات البن الأثيوبي وعلى تحويلات الآلاف من
اللاجئين الأثيوبيين بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ،إضافة للاعتمادات
السنوية المتواضعة من أموال المعونة الأمريكية ،فضلاً عن الدعم الإسرائيلي
اللوجستي لحسم الصراع المسلح في إريتريا – الأمر الذي أفرز اقتصاداً بلا
ملامح وقدراً هائلاً من العوز و الفقر ضاعفها موجات الجفاف والتصحر
وتزحزح حزام المطر خلف المرتفعات الأثيوبية ( .)12إلا أن أثيوبيا تزرع فقط
30مليون فدان من أصل 300مليون فدان قابلة للزراعة حيث عانى أكثر
من مليوني إثيوبي من آثار المجاعة خلال العقد الماضي ( -أنظر الي الصورة
التقطتها الباحثة من متحف الرئيس ملس زيناوي ببحر دار بإثيوبيا) (. )13
2 .2استضافة الحكومة الإثيوبية لحركة التمرد المسلحة على أراضيها المتاخمة
للحدود السودانية لاستهداف العمق السوداني بشرق السودان ،وجنوب شرق
النيل الأزرق وأعالي النيل – وتوفير الدعم اللوجستي والمعنوي لها أثر في
التبادل التجاري بين البلدين(. )14
- 217 -