Page 223 - 2016 - Vol. 40
P. 223
سادساً :معوقات التبادل التجاري بين البلدين :
1ـــ المشاكل الأمنية وتجارة الحدود :
أ -يعتبر أمن الحدود بين السودان وإثيوبيا ذو أهمية كبرى ،إذ إن طبيعة المشكلات
الأمنية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بين استقرار المواطنين القاطنين على الشريط
الحدودي بين الدولتين ،وإذا تهدد أمن البلاد في الحدود فإن الاستقرار
السكاني والزراعي يصبح مهدداً بالهجرة من قري الحدود إلى مناطق أكثر
أمناً واستقراراً وأكثر المشاكل الأمنية في الحدود هو ما يعرف بعصابات
الشفته التي تنطلق من داخل الأراضي الأثيوبية ،وأحياناً من داخل الأراضي
السودانية ،وعرفت عصابات الشفتة في الحدود السودانية الإثيوبية منذ أن
ظهرت العلاقات التجارية بين البلدين وأصبحت الحدود مفتوحة(. )20
ظلت حركة التجارة بين السودان وأثيوبيا تزاول منذ زمن بعيد لاسيما في
عصر الدولة المهدية ،إذ كان التجار الإثيوبيين يصلون ببضاعتهم إلى سوق
القلابات حيث كانت التجارة تزاول بطريقة بدائية إلى أن تحسنت وتطورت
مؤخراً حيث أدخل نظام الجمارك بين الدولتين(. )21
ب ــــ إن التعاون والتكامل كان على مستوى الحكومات فقط ،أي تعاون بين
القيادات الحكومية العليا ،وليس بين الشعبين خاصة الفئات المنتجة من
المزارعين والرعاة ،وأن الإجراءات الاقتصادية (الجمارك ،السياسات
الضريبية ،عدم إعادة مراجعة الأسعار ،تبديل العملة) أعاقت كثيراً الحركة
التجارية بين البلدين.
ج ـــ عدم التنسيق في السياسات التجارية بين السودان وإثيوبيا المتمثل في عدم
موافقة البلدين على استيراد الأدوات الكهربائية والالكترونية وقطع الغيار،
وكنتيجة لذلك قام التجار السودانيين باستخدام ميناء مساوا الإريتري لنقل
البضائع الهامة ،وبالتالي أصبحت اريتريا معبر لتهريب البضائع من دول
الخليج والدول الأوروبية(. )22
- 219 -