Page 254 - 2016 - Vol. 40
P. 254
شخصا يمتلكون النصف الجنوبي للعالم .مما دعا المجتمع الدولي للتنمية والبيئة
مشاركة الامم المتحدة في تبنى اهداف التنمية المرحلة الثانية ()SDGs in 2015
السابق الاشارة اليها (. )Sachs, 2012
واذا كانت التنمية الشاملة تؤكد على الجوانب الاجتماعية والبيئية للتنمية
المستدامة ،فالتنمية المستدامة ترجع الى Maurice Strong’sعالم التنمية البيئية
(قبل 1972في مؤتمر الامم المتحدة الذي تحدث عن البيئة والبشرية في استكولهم)،
ثم توسعت الاستراتيجية العالمية للحفاظ علي الطبيعة ووضعت مفهوم باسم التنمية
المستدامة ، SDGsالامر الذي يتطلب تلبية احتياجات الاجيال الحالية والمستقبلية
مع معالجة الجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية ( ، )Sachs, 2012وبالتالي
لايتم تناول التنمية المستدامة على الجوانب العلمية فقط ،وانما لما لديها من قدرة
علي بناء توافق سياسي حولها على مستوى العالم .
واذا كانت التنمية الشاملة ركزت في البداية في المقام الاول على الجوانب
الاجتماعية ،فهناك ما يثبت انها تتضمن المكون البيئي الذي يعتمد عليه كثير
من الفقراءعلي مواردهم المحلية Zoomers, 2010;Fairhead et al,
( 2012; Leach et al, 2012التربة ،المياه ،الاسماك) وبالتالي ترتبط كرامة
هولاء بالاستثمار في الحفاظ علي بيئتهم والنظام البيئي .
ومع ذلك فالركود العالمي ادي الي تفاقم الاتجاه في السياسة العالمية ان تعتمد
المفاضلة بين البيئة والتنمية لصالح التركيز علي النمو والعمالة على حساب البيئة
والشمولية .وقد ادي ذلك الي مفاهيم الاقتصاد الاخضر والنمو الاخضر التي تعزز
النمو الاقتصادي في الحدود البيئية ،وتماشت هذه المفاهيم مع نظرية التحديث البيئي
الراسية في نهج الراسمالية اللبيرالية الجديدة التى تهمل المكون الاجتماعى للتنمية
المستدامة ،لذلك نجد التنمية الشاملة باعتبارها استراتيجية موازيةلا تعمل علي
المفاضلات في صالح الاقتصاد على حساب المجتمع والبيئة الذي يخلق التفاوت في
الدخول بشكل مستمر وانما تضم التنمية المستدامة والاجتماعية والبيئية .
- 250 -