Page 261 - 2016 - Vol. 40
P. 261

‫نتائج وتوصيات ‪:‬‬

‫اشارت هذه الورقة الي اتباع العديد من الدول النامية الاستراتيجيات التي‬
‫اوصت بها المؤسات الدولية ‪،‬لكن لم تحقق الاهداف المنشودة منها ؛ ربما لسوء‬
‫ادارة البرامج المتبعةلتنفيذها ‪ ،‬او ربما لانها لم تكن تتلائم مع طبيعة كل دولة‬
‫بمفردها او ربما كانت سياسة متعمدة الغرض منها الاستفادة من هذه الدول دون‬
‫افادتها‪ .‬مجمل القول هو فشل استراتيجيات التنمية السابقة وخروجها عن الاطار‬
‫الذي جاءت من اجله؛ والسبب الاهم هو ان تلك الاستراتيجات لم تنبع من داخل هذه‬
‫الدول ‪ ،‬لذلك تم تدارك الامر وظهرت محاولات اخرى تهتم بالانسان وبالمكان‬

                                              ‫الذي يعيش عليه (التنميةالبيئية)‪.‬‬

‫نظرا لاهدار الكثير من الموارد غير المتجددة وبالتالي كان هناك ظلم ب ًين‬
‫للاجيال القادمة وحرمانها من عوائد التنمية التي تمتع بها اباؤهم (خاصة الدول‬
‫النفطية التى تستهلك مواردها النفطية والمعدنية بدون الاخذ في الاعتبار الاجيال‬
‫اللاحقة خاصة وان معظم انفاقهم استهلاكي وليس استثماريا يعمل على بناء قاعدة‬
‫انتاجية تستفيد منها في المستقبل وهو ما يعرف بالتنمية المستدامة‪ .‬وهناك بعض‬
‫الامثلة علي عدم الاستخدام الكفء للموارد المعدنية في مصر ووجود مساحات‬
‫كبيرة من الاراضي غير مستغلة الاستغلال الامثل مثل محافظة الوادي الجديد‬
‫وهى تمثل ‪%44‬من مساحة مصر يسكنها نصف مليون نسمة ‪،‬هذه المحافظة تزخر‬

        ‫بالعديد من الثروات المعدنية والسياحية وتحتاج مشروعات قومية كبيرة ‪.‬‬

‫اجمالا ‪ :‬تحققت معدلات نمو قوية في بعض الدول النامية ‪،‬الا انها لم تكن‬

‫مستمرة‪ ،‬وبالتالي لم يستفد منها فقراء كل دولة ‪ ،‬ولم تخصص ثمار التنمية لهؤلاء‬

‫سواء في البنية التحتية او الخدمات الاساسية (التعليم والصحة) ‪ ،‬وظهر ذلك‬

‫واضحا في تقارير التنمية البشرية ووقوع معظم الدول النامية (إن لم يكن كلها) في‬

‫ذيل هذه التقارير وذلك بسبب عدم عدالة التوزيع او اهدار الموارد وعدم استخدامها‬

         ‫بطريقة كفء‪.‬‬

‫‪- 257 -‬‬
   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266