Page 267 - 2016 - Vol. 40
P. 267
وقد تم تقسيم الدراسة إلى ثلاثة محاور أساسية:
المحور الأول :السياق التاريخي للشراكة الأورو -متوسطية:
إن لأهمية منطقة المتوسط بشكل عام ومنطقة المغرب العربي بشكل خاص أهمية
بالغة ،حيث اهتمت دول الاتحاد الأوربي بها من خلال إجراءات وسياسات باختلاف
التسميات (شراكة ،تعاون ،تبادل ،)...،حيث قدم الاتحاد الأوروبي سياسات لتطوير
التعاون الذي شهد نموا تصاعديا من أجل التنمية تحت اسم الشراكة الأورو متوسطية ،
بهدف الاشتراك في منطقة السلام والأمن الجنوب المتوسط وتحرير التجارة الخارجية.
وذلك قصد توسيع نفوذها على جميع الأصعدة لاسيما الاقتصادي والسياسي من أجل
تعزيز قدراتها التنافسية مع القوي الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية
والوقوف في وجه المشاكل التي تأتيها من القارة الافريقية.
أولاً .مفهوم الشراكة الأورو -متوسطية :من الصعب إعطاء مفهوم للشراكة نظرا
لحداثة المصطلح وقلة الدراسات التي تناولته ،رغم ذلك هناك محاولات من بعض
الأساتذة مثل الاستاذ GEANTOUSCOZفي كتابه « مناقشة العقود الدولية» حيث
عرف الشراكة على أنها تتجسد في تلك العقود التي تشترك فيها مؤسستين أو أكثر
في الميدان الصناعي ،من بلوغ هدف مشترك محدد بطريقة مشتركة من أجل
تقاسم الأرباح الناتجة عنه ،بالإضافة إلى هذه العقود يمكن أن تشمل ميادين متعددة
كاستعمال الموارد الطبيعية الصناعية والغذائية ،وهناك من عرف الشراكة بأنها»:
مفهوم جديد للتنمية تتحول فيه علاقة بين الشمال والجنوب من علاقة المنح إلى
علاقة الشراكة)1(.
ويمكن القول ابتدا ًء أن الشراكة كمفهوم وكظاهرة هي حديثة النشأة ،إذ لم
تكن تعرف بهذا الاسم ولا بهذا الشكل على النحو الذي تمارس به حالياً ،وإنما
الذي كان موجودا في الواقع هو بعض أوصافها أو دلالاتها كمفاهيم :الاتفاق،
التعاون ،التنسيق ،الحوار ،التقارب ،التحالف...الخ .وهي كلها مفردات يشملها
مفهوم الشراكة.
- 263 -