Page 270 - 2016 - Vol. 40
P. 270
إن البحر الأبيض المتوسط ممر سهل يؤدي إلى مختلف أنحاء العالم ،يوجد
به عدد كبير من الجزر أهما جزيرة مالطا وجزيرة قبرص اللتان تشكلان دولتان،
وبعض الجزر الأخرى منها جزيرة سردينيا وكورسيكا وكريت ومايوركا .وقديما
كان البحر الأبيض المتوسط بالنسبة إلى الشعوب هذه المنطقة قبل كل شيئ طريقا
للمواصلات ،أما الصيد والصناعات التي تستعمل المواد البحرية فلم تكن تمثل
بالنسبة لتلك الشعوب سوى أهمية قليلة ،كما لعبت المواصلات في البحر المتوسط
دورا حضاريا رائعا لأنها سمحت بربط علاقات بين الأمم المختلفة الأمر الذي
ساهم في نشر الحضارات مما جعلها تؤمن تطور الشعوب ،ولكنها كانت في بعض
الأحيان مصدرا للخلاف ،لأن تلك العلاقات لم تكن دائما علاقات بريئة بل غالبا ما
كانت تطمح إلى فرض السيطرة.
ثانياً .المؤتمر الناظم للشراكة بين دول ضفتي المتوسط:
( أ ) مؤتمر برشلونة:
تعتبر سنة 1994منعرجا مهما في العلاقات الأوروبية المتوسطية وبداية
التطور الجذري في سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه المتوسط خاصة بعد دخول اتفاقية
ماستريخت حيز التنفيذ في نوفمبر )7(1993،7ومنذ ذاك الوقت -بعد نهاية الحرب
البارد وسقوط جدار برلين وتوحيد الألمانيتين -أصبحت أوروبا تفكر في انشاء
شراكة أورومتوسطية من أجل ضمان قوتها وإعادة هيبتها الدولية و خاصتا بعد
انتهاء الحرب الباردة وقيام نظام دولي جديد ليبرالي مهيمن بقيادة الولايات المتحدة
الأمريكية .وهذا قصد منها تحقيق الامن والاستقرار والتكامل )8(.وقد تبلورة الفكرة
للشراكة في نهاية 1995بإعطاء الانطلاق لمسار برشلونة للشراكة والتعاون بين
دول ضفتي المتوسط .وأن عملية برشلونة كمبادرة متفردة وطموحة ،وضعت
الأسس لعلاقة إقليمية جديد ،وأنه هي نهج أوروبي للتبادل الحر والتعاون مع الدول
التي كانت قريب من دائرة النفوذ الأوروبي بأسواقها ومواردها الأولية)9(.
- 266 -