Page 147 - African-Issue 41Arabic
P. 147

‫المبحث الأول‬

  ‫المصالح والأهداف الأمنية والدفاعية السعودية تجاه منطقة القرن الإفريقي‬

‫في الحقيقة أن التنافس بين القوي الدولية في منطقة القرن الأفريقي انتقل إلي‬
‫حلقة جديدة وهي الصراع فيما بين هذه القوي عليها‪ ،‬حيث يبدو التنافس الصيني –‬
‫الأمريكي‪ ،‬والإسرائيلي الأمريكي ‪ -‬الإيراني في القرن الأفريقي الأصعب والأكثر‬
‫شراسة ذلك ينطوي علي عنصر النفط الذي يعتبر أولوية لدي للطرفين الصيني –‬
‫الأمريكي‪ ،‬ويؤثر بشكل أساسي ورئيسي علي الأمن لهما‪ ،‬كل من زاوية أوضاعه‬
‫الداخلية الخاصة أو مكانته ومكانة اقتصاده ‪ .‬إذ نتطلع الولايات المتحدة الأمريكية‬
‫إلي المزيد من الاعتماد علي هذا النفط مما يجعلها تسعي للسيطرة علي المخزون‬
‫العالمي منه‪ ،‬وهذا ما دعاها إلي محاصر النفوذ الأوروبي في القرن الأفريقي‪،‬‬

                                               ‫ومواجهة التحرك الصيني»(‪.)1‬‬

‫بحكم المواقع الجغرافي وتشابك المصالح بين المملكة العربية العسودية ودول‬
‫منطقة القرن الأفريقي فإنها بحاجة لتعاون والتنسيق فيما بينها في مجال الأمن‬
‫الإقليمي لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها ومنع التدخلات الأجنبية‬
‫في شؤونها الداخلية‪ ،‬سواء كان هذا التهديد إقليمياً أم دولياً‪ ،‬وينبغي الإشارة إلي‬
‫أن المصالح الأمنية والدفاعية السعودية مكملة للأبعاد السياسية والدبلوماسية‬
‫والاقتصادية والتجارية فهي تمثل حجر الزاوية لمسار التعاون بين دول منطقة‬
‫القرن الأفريقي‪ ،‬لأن الهاجس الأمني والدفاعي في كل دولة يشكل الأنصبة الصلبة‬
‫لأي تنمية فيها‪ ،‬ولايمكن أن يكون هناك تعاون اقتصادي فاعل بين السعودية ودول‬
‫منطقة القرن الأفريقي مالم يكن هناك سياج أمني متين قادر علي درء المخاطر التي‬
‫تهدد التنمية الاقتصادية فيها كما أن عدم اعتماد الدول علي قدراتها الذاتية يجعل‬
‫التعاون في هذا المجال ضعيفاً وعرضه للتدخلات الخارجية في شئونها الداخلية‪،‬‬
‫مما يؤدي إلي زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها بسبب تقاطع المصالح‬

                                               ‫الأمنية والإقليمية والدولية فيها‪.‬‬
                                  ‫‪- 142 -‬‬
   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152