Page 149 - African-Issue 41Arabic
P. 149
من خلال تبني نماذج سلوكية تجاه التفاعلات المختلفة التي تشهدها منطقة القرن
الأفريقيين أي أن البعد الأمني لايتوقف فحسب عند حدود الخطر الذي يأتي من
عدوان خارجي ،فالصراعات الدائرة في منطقة القرن الأفريقي تنعكس علي المملكة
العربية السعودية من خلال النزوح الجماعي أو تهديد حركة الملاحة في البحر
الأحمر من دول منطقة القرن الأفريقي ،فأمن منطقة القرن الأفريقي يهم السعودية،
لأن أي اضطرابات في هذه المنطقة يكون لها انعكاسات سلبية علي الاستقرار في
المنطقة ،أمنياً واقتصادياً والأمني لدول هذه المنطقة ،هو المقدمة للازمة لاستقرار
الأوضاع في المملكة العربية السعودية وباقي دول الجزيرة العربية ( . )5لقد أصبحت
فكرة الأمن تتوسع بطريقة لم يسبق لها مثيل ،وأصبحت تحمل تأويلات شتين الأمن
مع السلام ،أمن الخليج ،أمن البحر الأحمر أمن القرن الإفريقي ،أمن تدفق النفط
وغيرهما من المفاهيم الجديدة التي أصبحت تسود هذه المنطقة من العالم ،ويمكن
الإشارة إلي بعض الجوانب ذات الصلة بالأهداف والمصالح الأمنية للمملكة العربية
السعودية في محيطها الإقليمي ،منها:
أ -المرتكزات والمصادر الأمنية للمملكة العربية السعودية في إطار علاقاتاه مع دول منطقة
القرن الأفريقي :
ترتبط مرتكزات الأمن المملكة العربية السعودية إرتباطاً وثيقاً بالأوضاع
والمعطيات والعوامل المحلية والإقليمية والدولية ،غير أن درجة الأمن الذي تتمتع
به المملكة يعتبر تعبير نسبياً تعتمد في الأساس علي تصورات صناع القرار حول
طبيعة التهديد الذي تتعرض له المملكة ،فالعوامل الذاتية التي تتعلق بأشخاص
صانعي القرار ونوعيتهم ومدي وعيهم وإدراكهم وقدراتهم الذاتية وولائهم هي التي
تقرر مدي خطورة ذلك التهديد( .)6وهناك بعض مصادر متفق عليها للأمن النسبي
الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية(.)7
– 1الاعتماد علي قوة السعودية وقدرتها الذاتية لمقاومة أي اعتداء وهذا بدوره
متوقف علي قوتها وفاعليتها علي تعبئة مواردها في مواجهة أي عدوان
محتمل أو مواجهة النزاعات المحتملة.
- 144 -